أسبوع حافل بالأحداث في القلمون بريف دمشق، كان أبرزها التحركات العسكرية لميليشيا “حزب الله” اللبناني في منطقة “الجبة”، استمرت منذ صباح أمس الثلاثاء وحتى وقت متأخر من الليلة الماضية، حسب ما رصدته منصة SY24.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال إن “دوريات عسكرية قامت بعدة جولات ميدانية، محملة بالعناصر والعتاد والذخيرة، والأسلحة، متنقلة بين منطقة الجبة، وقرية بخعا، القريبة منها تزامناً مع نشر الأسلحة الثقيلة والمضادات الأرضية عند أطراف الجبة، وعلى جميع المقرات والنقاط العسكرية بالمنطقة”.
وأكد مراسلنا أن “هذه التحركات المفاجئة كانت على خلفية وصول عدد من قياديي الحزب بمنطقة القلمون الغربي إلى بلدة الجبة، للاجتماع مع قياديين فيها، ثم أجروا جولة على المقرات والنقاط العسكرية التابعة لهم”.
وتزامنت تلك التحركات مع تحليق لطيران الاستطلاع وطائرات (درون) فوق المنطقة، على علو مرتفع واستمرت لساعات طويلة.
على الطرف الآخر من القلمون، تحديداً عند أطراف بلدة “حفير الفوقا”، شهدت المنطقة حادثة إطلاق نار على أحد المدنيين من أبناء البلدة، وهو رجل في العقد الخامس من العمر، تعرض للإصابة أثناء خروجه من البلدة، على دراجته النارية، بعد أن غادر البلدة بمسافة قصيرة أصيب برصاصتين.
وأفاد مراسلنا في المنطقة، بأن “رصاصة جاءت في الكتف، ورصاصة أخرى في البطن، أدتا إلى وقوعه على الأرض لمدة زمنية قبل أن يتمكن أحد المارة من إسعافه إلى أحد النقاط الطبية”.
مصادر خاصة من أبناء البلدة، أكدت لمراسلنا، أن أحد المسلحين هو تابع لفرع 215 في المنطقة، يدعى “محمد ريمة” وهو عميل لدى الفرع، يعمل كمخبر لديهم في البلدة، يملك سلاح خاص، وسلاح رشاش من نوع (كلاشنكوف)، وسيارة عسكرية ومعه مرافقة بشكل دائم.
ومع ذاك لم يتم معرفة أسباب إطلاق النار من قبل “ريمة” على الرجل، إذ أن المصاب شخص كبير في السن، وهو بعيد عن الأمور العسكرية والسياسية تماماً.
كما يعرف عن العميل المتطوع، سمعته السيئة، وقيامه بعمليات التشبيح والترهيب اتجاه الأهالي، آخرها كان في يوم رأس السنة، حيث قام بإطلاق النار بشكل كثيف في بعد منتصف الليل ما أثار حالة ذعر وخوف بين الأهالي ولاسيما الأطفال.
وفي سياق متصل، شهدت جرود بلدة رنكوس في القلمون، تحركات عسكرية غير مسبوقة لعناصر ميليشيا “حزب الله” اللبناني، تزامناً مع استنفار أمني كبير لعناصر الفرقة الرابعة، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وقال المراسل: إن “المنطقة شهدت تحركات عسكرية، وانتشار مكثف للعناصر في البلدة وجرودها دون معرفة الأسباب الواجبة لذلك، ما أثار الريبة والهلع بين المدنيين، لعدم معرفة سبب الاستنفار العسكري للميليشيات، وتزامن ذلك مع انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل”.
وتخضع بلدة “رنكوس” كباقي بلدات القلمون، لسيطرة ميليشيات “حزب الله” اللبناني، مع تمركز عناصر الفرقة الثالثة في عدة حواجز في منطقة السهل، وإضافة إلى وجود ميليشيا الفرقة الرابعة أيضاً في سهولها وجرودها، وميليشيات الدفاع الوطني، منذ عام 2014.
وإلى اليوم يتم منع الأهالي المقيمين داخل البلدة من الذهاب إلى مزارعهم وحقولهم، إلا لمن يدفع إتاوات مالية كبيرة مقابل السماح له بزراعة واستثمار أرضه، وأكد مصدر خاص لمراسلنا، أن قسم كبير من أراضي البلدة تم تأجيرها إلى أشخاص من البلدات المجاورة مثل بلدة “عسال الورد” لاستثمارها بالزراعة لصالح ميليشيات النظام.
يشار إلى أن ميليشيا “حزب الله” اللبناني تعد القوة الأبرز في منطقة “القلمون”، وتقيم العشرات من حواجزها في القرى والبلدات الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان.