تتعالى الأصوات من داخل مناطق سيطرة النظام السوري من استمرار أزمة حليب الأطفال، لتضاف إلى سلسلة الأزمات الاقتصادية والمعيشية وأبرزها المحروقات وغلاء الأسعار.
ولفت الصحفي “صبري عيسى” القاطن في دمشق الانتباه مجدداً إلى هذه الأزمة، وإلى ما يعانيه المواطن في دمشق وريفها خلال رحلة البحث عن علبة حليب لأطفاله.
وتحدث “عيسى” عن العجز الحاصل لدى الصيادلة في دمشق، مشيراً إلى عدم قدرتهم على تلبية نداءات الاستغاثة من مواطنين يبحثون عن مادة حليب الأطفال لأبنائهم.
ونقل “عيسى” عن أحد الصيادلة قوله إن “حليب الأطفال لم يدخل صيدليته منذ شهر”، لافتاً إلى المأساة التي تبدو واضحة على وجه الآباء الباحثين عن هذه المادة لأطفالهم.
وأكد عدد من المتابعين للصحفي “عيسى” بأن أزمة حليب الأطفال عامة، وأنهم باتوا يلجؤون إلى حليب الأبقار كبديل عن مادة الحليب التي تباع في الصيدليات، من أجل الحفاظ على حياة أطفالهم.
ومؤخراً، وجّه قاطنون في مناطق النظام السوري بأصابع الاتهام إلى زوجة رأس النظام “أسماء الأسد” بالوقوف وراء أزمة حليب الأطفال، لتضاف إلى غيرها من الأزمات الأخرى وعلى رأسها أزمة المحروقات.
وقبل أيام، ارتفعت أسعار الأدوية، بنسبة 30 بالمئة بقرار صادر عن وزارة الصحة في حكومة نظام، سبقه تمهيد إعلامي عن فقدان أنواع من الأدوية، لتأتي عبارة (رفع سعر الدواء أفضل من فقدانه نهائياً) شماعة جاهزة يعلق عليها أبواق النظام مسألة رفع الأسعار.
وأقرّت بعض ماكينات النظام الإعلامية بفقدان مادة حليب الأطفال من الصيدليات في عدة محافظات، في حين لفت أحد الأطباء التابعين للنظام إلى أن هناك انقطاعات بمادة حليب الأطفال، مؤكداً أن حصة الصيدلي منخفضة لا تتعدى عبوتي حليب من كل نوع أمام طلب متزايد جداً، حسب تعبيره.
وفي جولة لمراسل SY24 على عدة صيدليات في المنطقة، مطلع تشرين الأول/أكتوبر 2022، أكد أن هناك نقص شديد في المادة، واختلاف بالأسعار بين صيدلية وأخرى، وحسب النوع أيضاً، ولكن بشكل عام، يتراوح سعر علبة الحليب من 20 إلى 30 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 6 دولار، وهناك أنواع أغلى تصل إلى 40 ألف للعبوة الواحدة.