أجمع عدد من المحللين المهتمين بالشأن السوري والإيراني، على أن إيران نجحت في تحويل سوريا إلى دولة منتجة ومصدرة للمخدرات إلى دول العالم، وذلك بضوء أخضر من رأس النظام السوري بشار الأسد.
ورصدت مصادرنا الخاصة في مناطق حساسة في سوريا وبخاصة عند الحدود السورية اللبنانية، كيف عملت ميليشيا حزب الله اللبناني المدعومة من إيران، على تطوير معامل تصنيع المخدرات وبخاصة حبوب الكبتاغون.
وحسب المصادر الخاصة بمنصة SY24، فإنه بتاريخ 21 تشرين الأول/أكتوبر 2022، بدأت ميليشيا الحزب بتطوير احد معامل المخدرات الخاصة بها في منطقة عسال الورد الحدودية مع لبنان في جرود القلمون الغربي، حيث استقدم الحزب مكبسين مخصصين لصناعة الحبوب المخدرة من لبنان وبحماية عسكرية بسيارات مزودة برشاشات، مبينة أن الميليشيا كانت تعمل على إنتاج حبوب مخدرة من نوع جديد وبسعر مخفض لسهولة توزيعها وانتشارها.
وفي 21 حزيران/يونيو 2022، أنشأ الحزب مصنعاً جديداً له مختص بالحبوب المخدرة والحشيش، في مزرعة قرب الشريط الحدودي مع لبنان بجرود بلدة عسال الورد في القلمون الغربي بريف دمشق.
ويضم المصنع أكثر من 20 عنصراً جميعهم من الجنسية اللبنانية عدا العناصر الموكلين بحراسة المصنع من الخارج فهم سوريون، كما استقدم الحزب ثلاثة طباخين كيميائيين من لبنان في وقت سابق قبيل البدء بإنشاء المصنع، حيث سيتم إنتاج حبوب مخدرة ومادة الحشيش ليتم ترويجها بمناطق دمشق وريفها.
ويقيم الحزب العديد من مصانع الحبوب المخدرة والحشيش في مناطق مختلفة من القلمون، أبرزها الحدودية كفليطة وعسال الورد وسرغايا ورنكوس، ويسيطر على المعابر الحدودية غير الشرعية ببن سوريا ولبنان والتي يتم تهريب المخدرات والحشيش منها من وإلى سوريا وإدخال المواد الأولية الخاصة بتصنيعها من لبنان.
وفي 23 أيار/مايو 2022، بدأ الحزب بإنشاء مصنع جديد له خاص بتصنيع المخدرات (حبوب الكبتاغون) قرب بلدة عسال الورد بالقلمون تحت إشراف قياديين بارزين في الحزب وبالتنسيق مع ضباط في فرع الأمن العسكري.
ويضم المصنع عدة مكابس خاصة بتصنيع الحبوب تم استقدامها مؤخرا من بادية ريف حمص إلى، ويعمل بداخله أكثر من 15 عنصراً إضافة إلى عدة خبراء لبنانيين مختصين بصناعة الحبوب المخدرة جاؤوا مؤخراً من الأراضي اللبنانية.
وتم إنشاء المصنع ضمن سلسلة الجبال على طول الشريط الحدودي ضمن إحدى المغارات، حيث قام الحزب بإخفاء جميع المعالم حوله والتي تدل على تواجد مقر لهم، وفق ما نقلت مصادرنا الخاصة في تلك المناطق.
وخول ذلك قال المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، أحمد حسان لمنصة SY24، إن “إيران دولة تبني تدخلاتها الخارجية عبر مجموعة عسكرية أمنية تتغذى بالموارد المستندة الى تجارة المخدرات، لأنها تساهم في التمويل طويل الأمد وفي بناء آلية حكم مرتبطة بإيران”.
وأضاف أن “إيران تدرك أن المؤسسات الصحية في أي دولة لن تسمح لإيران باختراقها ولا استمرار الدور الإيراني فيها”.
وفي السياق، بات يلاحظ في الآونة الأخيرة حجم الاتهامات الموجهة من الجانب الأردني للميليشيات المتواجدة بالقرب من حدودها على الجانب السوري، بضلوعها في تهريب المخدرات من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
ويشير سكان الجنوب السوري في درعا والسويداء بأصابع الاتهام أيضا للميليشيات المساندة للنظام بضلوعها في عمليات نشر المخدرات وتوزيعها بالتنسيق مع النظام السوري ومجموعاته المساندة أيضا.
من جهته، قال “طاهر أبو نضال الأحوازي” عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لمنصة SY24، إنه “مع الوجود العسكري الإيراني وفقدان القرار السياسي الوطني السوري و بحكم تواجد سلطة الاحتلال الإيرانية، أصبحت الأراضي السورية مباحة للإيرانيين ليقوموا بإنتاج المخدرات وتصديرها إلى الدول العربية وغيرها”.
وتابع أن هذه المخدرات هي “سلاح بيد إيران لاستنزاف أبناء الشعوب العربية اقتصادياً وجسدياً، ولإنهاء قدرات الشباب العربي وإشغاله بتعاطي المخدرات كما يحصل الآن في عموم جغرافية إيران، إضافة إلى الدخل المادي الكبير الذي يعود إلى قادة الإرهاب وتمويل المليشيات”.
وأمس الأربعاء، وصفت وزارة الخارجية البريطانية، سوريا بأنها أكبر دولة لتصدير المخدرات وبخاصة مادة الكبتاغون.
وذكر بيان صادر عن الوزارة أن سوريا تبرز كأكبر دولة لتصدير المخدرات حول العالم، مضيفة أن البلاد لا تزال في حالة خراب واقتصادها مشلول، بسبب أكثر من عقد من الحرب.
وأضاف البيان أن مادة الكبتاغون تعتبر من أكبر صادرات سوريا، مشيراً إلى أن النظام يغتني بعشرات المليارات من الدولارات بينما يعاني السوريون من ظروف معيشية مروعة.
ونهاية 2022، صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون لمحاربة المخدرات، وبالأخص مادة الكبتاغون التي يصنعها النظام السوري والمجموعات المساندة له، في حين اعتبر ناشطون أن هذه الخطوة ستتسبب بانتكاسة قريبة للنظام.