الميليشيات تبحث عن موضع قدم لها في القامشلي.. كيف تفعل ذلك؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

باشرت منظمة الجهاد والبناء الإيرانية بتوزيع مساعدات غذائية على سكان قرى وبلدات ريف القامشلي التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، وذلك تحت إشراف عضو مجلس الشعب التابع للنظام “حسن السلومي” المقرب من طهران، والذي أشرف بنفسه على عمليات التوزيع التي تم خلالها إعطاء أكثر من 100 عائلة صناديق تحتوي على بعض المواد الغذائية إيرانية المنشأ.

 

عضو مجلس الشعب “حسن السلومي” أعلن أنه سيتم توزيع المساعدات الغذائية شهريا على أهالي قرى القامشلي، شريطة التحاق عدد من أبنائها بما أسماه بـ “الدفاع الشعبي الرافض للمشروع الأمريكي لتقسيم البلاد”، بالإضافة إلى دعوته الأهالي للاستمرار بعمليات إعاقة عمل قوات التحالف الدولي المتواجدة في المنطقة لمكافحة تنظيم داعش ومهاجمتها بالقنابل الحارقة وإغلاق الطرق في وجهها.

 

وقالت مصادر خاصة من مدينة القامشلي، إن الميلشيات الإيرانية أدخلت إلى المنطقة عبر مطار القامشلي كمية كبيرة من المساعدات الغذائية بغية توزيعها على أبناء القرى التي تسيطر عليها قوات النظام، والتي تعاني من ظروف معيشية صعبة جداً بغية استمالة أبناءها وضم أكبر عدد منهم إلى صفوف ميليشياتها المسلحة لتوسعة نفوذها في المنطقة.

 

وأكدت المصادر ذاتها، أن جميع المساعدات الغذائية التي تنوي الميليشيات توزيعها على أبناء قرى القامشلي هي إيرانية المنشأ، وتم إدخالها مؤخراً عبر شاحنات مغلقة قادمة من العراق عبر معبر البوكمال الرسمي في ريف ديرالزور الشرقي، ومن ثم تم نقلها جواً من مطار ديرالزور العسكري إلى مطار القامشلي الخاضع مناصفةً لسيطرة القوات الروسية والميليشيات الإيرانية.

 

عدد كبير من أبناء وأهالي قرى القامشلي أعلنوا رفضهم لهذه المساعدات وعدم قبولهم الوجود الإيراني في مناطقهم، وأكدوا أنهم لن يرسلوا أبنائهم للالتحاق بصفوف هذه المليشيات التي وصفوها بـ”الطائفية”، في الوقت الذي تحاول فيه القوات الروسية استمالة الأهالي عبر توزيع بعض المساعدات الطبية والغذائية عليهم بغية تطويع أبنائهم للالتحاق بصفوف ميليشياتها.

 

“عمار الصالح”، أحد أبناء ريف القامشلي ومقيم حالياً في مدينة الحسكة، ذكر أن “محاولات الميليشيات الإيرانية والروسية لضم أبناء المنطقة وشبابها إلى صفوفها ما تزال مستمرة، باستخدام العديد من الطرق منها بالترغيب بهذه الميليشيات التي تقدم لهم رواتب شهرية ومساعدات غذائية ونفوذ وسلطة، ومنها بالترهيب عبر تخويفهم بالخدمة الإجبارية في جيش النظام ونقلهم إلى نقاط التماس مع المعارضة المسلحة في الشمال، أو إرسالهم إلى النقاط المتقدمة في البادية السورية ليواجهوا مصيرهم أمام هجمات تنظيم داعش”، على حد قوله.

 

وقال في حديث خاص مع مراسل SY24: إن “التحركات الإيرانية في المنطقة تأتي بهدف نشر التشيع فيها على غرار ما تفعله في ديرالزور وحلب ودمشق، عبر استغلالها الظروف الصعبة التي يعاني منها الأهالي لنشر ديانتها الشيعية، وأيضاً عبر إغراء الشباب بالمخدرات والنساء والسلطة وتحويلهم إلى أدوات بيدهم يسهل التحكم بها”.

 

وأشار إلى أن “أبناء قرى القامشلي فضلوا الذهاب إلى مناطق سيطرة قسد أو إلى الشمال أو السفر  إلى إقليم كردستان العراق على الالتحاق بصفوف قوات النظام والميليشيات الإيرانية، التي جاءت بثقافة وديانة مختلفة بشكل واضح عن ثقافتهم وديانتهم، والتي تحاول من خلالها استكمال مشروعها الطائفي في السيطرة على المنطقة وتحويلها إلى محافظة أخرى تابعة لها”.

 

ويشار إلى تقاسم كلاً من “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات النظام وقوات المعارضة السورية السيطرة على محافظة الحسكة في أقصى شمال شرق سوريا، حيث تسيطر “قسد” على مساحة واسعة من المحافظة بما فيها حقول النفط والغاز الكبيرة ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية والمعابر البرية مع إقليم كردستان العراق، فيما تسيطر قوات النظام على عدد من الأحياء في وسط مدينة الحسكة والقامشلي وأيضاً على بعض القرى في محيطهما، ناهيك عن سيطرتها على مطار القامشلي المدني وبعض القطع العسكرية في ريفها، في الوقت الذي تسيطر فيه المعارضة السورية على مدينة رأس العين وبعض القرى المحيطة بها.

مقالات ذات صلة