تمزيق صورة كبيرة لبشار الأسد قرب مقر عسكري في منطقة يلدا جنوبي دمشق، يستدعي استنفاراً كبيراً بين عناصر ميلشيا الأمن العسكري، ليلة أمس الماضية، حسب ما وافانا به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي أكدها المراسل قال: إن “مجهولين قاموا باستغلال فترة انقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل عن الفرع وما حوله، ومزقوا صورة كبيرة لرأس النظام، كانت ملعقة جانب المقر،ولاذوا بالفرار”
وأشار المراسل أن المقر يقع عند أطراف بلدة “يلدا” على طريق فرعي يصل إلى منطقة “السيدة زينب”، كانت قد علقت جانبه صورة كبيرة لبشار الأسد، حاله حال معظم الأفرع الأمنية والمؤسسات الحكومية في البلد.
على خلفية ذلك، استنفر عناصر الفرع في محيط المنطقة، وانتشر حوالي أكثر من عشرين عنصر بسلاحهم الكامل، مع عدة سيارات مصفحة و سيارات (دفع رباعي) تمركزت عند أطراف بلدة يلدا، وبدأوا بحملة مداهمة للمنازل القريبة من الفرع لمعرفة الفاعل.
تزامن الاستنفار الواسع مع حملة دهم واعتقال بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المقر، وبدأت الحملة بتفتيش المنازل ولاسيما القريبة من المقر، واعتقال عدة شبان، واتهامهم بتمزيق الصورة، دون وجود دليل واحد عليهم، إنما هي سياسة الاعتقال التعسفي وترويع المدنيين التي تقوم بها جميع الأفرع الأمنية.
وفي وقت قريب، انتشرت كتابات مناهضة للنظام السوري، والوجود الإيراني في عدة بلدات ومناطق بريف دمشق، قامت على إثرها ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، باستجواب أصحاب محلات بيع الدهان والبخاخات، في منطقتي “السيدة زينب” و”حجيرة”، للإدلاء عن أسماء الأشخاص الذين يشترون تلك المواد منهم، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة آنذاك.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، قال: إن “الميليشيات طلبت من أصحاب المحلات تسجيل اسم ورقم هاتف كل شخص يقوم بشراء بخاخ أو أي من مواد الدهان، وتسجيل حتى أرقام أصحاب المحلات والدكاكين الصغيرة التي تأخذ تلك المواد”.
وقامت دورية للحرس الثوري أمس ، بالتجول على كافة المحلات بما فيها أماكن بيع الخردة والأدوات المستعملة، وأعطت أوامرها الصارمة بشأن البيع والتسجيل، وأن أي شخص لا يتم تسجيل اسمه ورقمه يتحمل صاحب المحل كامل المسؤولية.
هذه التعليمات الصارمة بشأن بيع أدوات الطلاء جاءت على خلفية عودة الكتابات على الجدران الرافضة للوجود الإيراني في سوريا، وانتشارها بعدة مناطق قرب مقراتهم في المنطقة، ما أثار مخاوف ميليشيا الحرس، من انتشار هذه الظاهرة بشكل أوسع بعد ما ظهرت على عدة جدران في أكثر من منطقة، وخوف الميليشيات من انتقالها إلى مدينة “السيدة زينب” وبلدة “حجيرة”.
يذكر أن مناطق سيطرة النظام تشهد تشديداً أمنياً خانقاً على المدنيين، من قبل الحواجز العسكرية والأمنية، والأجهزة المخابراتية، فضلاً عن تحكم الميليشيات الأجنبية بالمدنيين في أماكن انتشارهم لاسيما جنوب دمشق الغوطة الشرقية والقلمون.