أعلنت قوى الأمن الداخلي في مدينة الرقة “الأسايش” عن بدء حملة أمنية جديدة تستهدف تجار المخدرات والمروجين والمتعاطين لها في المدينة والأرياف المحيطة بها، وذلك بعد ورود معلومات عن قيام شبكات الاتجار بالمخدرات بإدخال كميات كبيرة من الحبوب المخدرة و مادة الكريستال الكيميائية بهدف بيعها في المنطقة أو نقلها إلى مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب سوريا أو إلى إقليم كردستان العراق.
“الأسايش” قالت إنها ضبطت عصابة تعمل على ترويج وبيع الحبوب المخدرة في منطقة “هنيدة” بريف مدينة الطبقة الغربي في ما وصفته بـ”العملية الاستباقية لقسم مكافحة المخدرات”، وذلك بعد أن نفذت كمين للسيارتين كانتا تحملان 17 ألف حبة مخدرة من نوع “كبتاغون” موزعة على 17 كيس كانت في طريقها إلى مدينة الرقة لتوزيعها على التجار المحليين.
أهالي مدينة الرقة اتهموا حكومة النظام السوري ومن خلفها الميلشيات الإيرانية بمحاولة إغراق مناطق شمال شرق سوريا بالمخدرات على غرار ما فعلته بمناطق سيطرتها، وذلك عبر تسهيل عمليات إدخال الحبوب المخدرة المصنعة محلياً في المعامل التابعة بمحافظات حمص وحلب والساحل، وذلك بالتعاون مع عدد من قادة الحواجز العسكرية ل”قسد” بعد حصولهم على نسبة من الأرباح بغرض بيعها في المنطقة أو نقلها إلى مناطق أخرى.
“خالد الأحمد”، من سكان مدينة الرقة ويعمل ممرضاً في إحدى مراكزها الطبية، ذكر أن “المدينة تشهد اليوم زيادة واضحة في عدد المتعاطين للمواد المخدرة وخاصة حبوب الكبتاغون، وذلك لسهولة تداولها بين الشباب وتمريرها من الحواجز بكميات صغيرة وعدم اشتباه قوى الأمن بها، بالإضافة إلى رخص ثمنها مقارنةً ببقية أنواع المخدرات العادية كالحشيش أو الكوكايين، ما زاد من عدد المتعاطين لها والمدمنين عليها في المنطقة”، على حد قوله.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 قال: “عدد حالات الإصابة بتسمم دوائي نتيجة تناول كمية من الحبوب المخدرة بدأت بالارتفاع مؤخراً، الأمر الذي بات يشكل قلقاً لدى الأهالي لتخوفهم من انتشار هذه المخدرات بشكل أكبر بين أوساط الشباب، على الرغم من الحملات الأمنية الكثيرة التي أطلقتها قسد مؤخراً ضد مروجي وتجار المخدرات في المدينة”.
وأضاف أن “الجميع يعلم أن المخدرات التي تدخل مناطق قسد مصدرها قوات النظام وميليشيا حزب الله اللبنانية التي تبحث عن أسواق لتصريف بضاعتهم، بعد الخسائر الكبير التي تلقتها من دول الجوار وحوض المتوسط عقب ضبطهم كميات كبيرة من هذه الحبوب أثناء محاولتها إدخالها إليها وبالذات بالنسبة للأردن الذي يعاني من هذه التجارة، وقريباً ستكون تركيا منفذاً لتصدير المخدرات إلى العالم إن استطاعت حكومة النظام السيطرة على المعابر البرية معها”.
وكانت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” قد أعلنت، في وقت سابق، عن تمكنها من ضبط أكثر من 3 مليون حبة كبتاغون، مخدرة وقرابة نصف طن من مادة الحشيش وكميات كبيرة من مادة الكريستال المخدرة خلال عام ٢٠٢٢، وجميعها قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات الإيرانية الموالية لها، حيث تم اعتقال العشرات من تجار ومروجي هذه المواد واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
في الوقت الذي تستمر فيه المعامل التابعة لميليشيا حزب الله اللبنانية وميليشيا الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام بإنتاج ملايين الحبوب المخدرة “الكبتاجون” بشكل يومي بغرض تصديرها إلى خارج البلاد عبر إخفائها داخل المواد الغذائية والتجارية، بالإضافة إلى محاولاته المستمرة تهريب هذه المخدرات عبر الحدود الجنوبية إلى الأردن، وأيضاً عبر الحدود الشمالية إلى تركيا وإلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شرقي البلاد عبر المعابر البرية النظامية أو المعابر النهرية غير الشرعية في ريف ديرالزور.
