أعلنت فرق الاستجابة الأولية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، عن إخمادها مئات الحرائق في جميع مدن وبلدات المنطقة، وذلك خلال فصل الشتاء الحالي، وعزت الفرق هذه الحرائق إلى “تدني جودة المواد البترولية والمحروقات وسوء استخدامها”، والتي تسببت بأضرار مادية كبيرة في ممتلكات المواطنين إضافة لوفاة عدد من منهم وإصابة آخرين بحروق متنوعة.
وقالت فرق الاستجابة الأولية، إن السبب الأول للحرائق المرتبطة بسوء استخدام المواد البترولية يعود إلى قيام الأهالي بتسخين مادة المازوت التي تقدمها هيئة المحروقات لهم كنوع من الدعم في فصل الشتاء مقابل أسعار رمزية، حيث تسبب التسخين المباشر لهذه المادة، أو خلطها مع مواد أخرى قابلة للاشتعال مثل البنزين والكاز، تسبب بحوادث كثيرة راح ضحيتها العشرات من المدنيين.
أهالي المنطقة أكدوا أنهم يضطرون إلى تسخين مادة المازوت بسبب ردائتها وعدم اشتعالها بشكل مباشر عند وضعها في المدافئ أو في المولدات الكهربائية، متهمين هيئة المحروقات بتقديم “مواد بترولية سيئة النوعية لهم والاحتفاظ بالمواد الجيدة ليتم بيعها كمازوت حر في السوق السوداء أو لتصديرها خارج مناطق سيطرتها، إن كان بشكل نظامي عبر شركة القاطرجي إلى مناطق النظام أو عبر معابر التهريب غير الشرعية المتواجدة في ريف ديرالزور”.
وشهدت مدينة الرقة وحدها أكثر من 50 حريقا منذ بداية فصل الشتاء الحالي، توزعت بين المنازل والمحلات التجارية والمولدات الكهربائية التي تغذي الأحياء السكنية، بالإضافة إلى الحرائق الأخرى داخل المخيمات العشوائية في ريف المدينة، والتي تسببت بخسائر مادية تقدر بملايين الليرات السورية، ناهيك عن تعرض عدد كبير من المدنيين لحروق متوسطة وشديدة.
“بتول الحسين”، سيدة من سكان حي المشلب في مدينة الرقة، ذكرت أن “مادة المازوت التي قدمتها هيئة المحروقات في مجلس الرقة المدني تحتاج إلى تسخين أو إضافة مكونات أخرى لكي تشتعل، لأن جودتها منخفضة جداً، كما أنها تأتي على هيئة كتل هلامية تحوي الكثير من الشوائب والأوساخ التي تجعلها غير قابلة للاشتعال وتحتاج إلى العديد من الإجراءات، الأمر الذي بات يشكل هاجساً لدى الأهالي”، على حد قولها.
وقالت في حديثها لمراسل منصة SY24 في الرقة: “لا نعلم من أين تحضر هيئة المحروقات مادة المازوت التي توزعها على الأهالي على هيئة مخصصات للتدفئة، لأنها تسببت حرائق وحوادث كثيرة أودت بحياة العديد من أبناء المنطقة، وذلك لأن الجميع يقوم بتسخينها قبل استعمالها أو إضافة الكاز والمازوت لها لكي يساعدها على الاشتعال، وهذه هي الطريقة الوحيدة للاستفادة من هذه المادة في ظل تدني درجات الحرارة في المنطقة”.
وتابعت بالقول: “طالبنا ومازلنا نطالب الإدارة الذاتية بتحسين جودة المواد المدعومة من قبلها التي تقدمها للأهالي بشكل متقطع، على غرار ما فعلت مع مادة الخبز بعد مطالبات بتحسين جودته وسحبها الدقيق المخلوط واستبداله بدقيق القمح الكامل، لأن الأهالي يعانون الأمرين قبل أن يؤمنوا ثمن المحروقات اللازمة للتدفئة أو لتشغيل المولدات الكهربائية أو سياراتهم التي تعد هي مصدر رزق العديد منهم”.
يشار إلى أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا، تعاني من أزمات عديدة أثرت بشكل مباشر على حياتهم اليومية، وخاصةً فيما يتعلق بأزمات الخبز المتكررة والمحروقات وغياب الأمن وانعدام فرص العمل للشباب، ما دفع العديد منهم للتظاهر وإغلاق الطرق في عدد من مدن المنطقة لمطالبة “الإدارة الذاتية” بتحسين الأوضاع المعيشية لهم وتوفير فرص عمل جيدة ورفع جودة المواد والخدمات المقدمة للمواطنين.