للمرة الأولى.. توزيع “مازوت” التدفئة على سكان المخيمات في الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

باشرت هيئة المحروقات التابعة لـ “الإدارة الذاتية” توزيع مادة المازوت المدعوم على قاطني المخيمات العشوائية في مدينة الرقة وريفها للمرة الأولى، وذلك عقب المناشدات التي أطلقها ساكنو هذه المخيمات على مدار السنوات الماضية، نتيجة المعاناة الكبيرة التي يعيشونها في ظل تدني المستوى المعيشي لهم وغلاء ثمن مازوت التدفئة في السوق الحرة.

 

عمليات التوزيع شملت قرابة 16 مخيم عشوائي من أصل 58 مخيم تقطنها أكثر من 10 آلاف عائلة، حيث تم توزيع المازوت المخصص للتدفئة على 2000 عائلة بانتظار استكمال عمليات التوزيع على بقية العائلات قبل نهاية شهر كانون الثاني\ يناير الجاري، لكي يستفيد منها النازحون في مواجهة موجات البرد القادمة إلى المنطقة.

 

مكتب المحروقات التابع لمجلس الرقة المدني، أشار إلى وجود العديد من الصعوبات التي واجهت عمليات التوزيع، من بينها عدم امتلاك معظم قاطني المخيمات العشوائية أي أوراق رسمية تثبت شخصيتهم، ما دفع موظفي المكتب إلى تأجيل عمليات التوزيع لعدة أيام لحين التأكد من قاطني هذه المخيمات وإن كان يحق لهم الحصول على المحروقات بشكل مستمر، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لبعض المخيمات في ظل حالة الطقس السيئة التي تعيشها المنطقة وتدني مستوى الرؤية بسبب تشكل الضباب.

 

وأوضح المكتب، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها توزيع المحروقات لقاطني المخيمات العشوائية، حيث تمت معاملتهم كـ”معاملة القاطنين من أبناء مدينة الرقة”، وستحصل كل عائلة على حصتها البالغة 300 لتر من المازوت المخصص للتدفئة بعد حصولهم على بطاقة محروقات من المكتب في شركة سادكوب، ومن بعدها تحصل على المازوت من الكازيات التي خصصتها هيئة المحروقات في المنطقة.

 

سكان المخيمات العشوائية وصفوا هذه الخطوة بـ”الجيدة”، وأنها في الطريق لتحسين أوضاعهم المعيشية السيئة في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد والسلع التجارية والغذائية، وعدم قيام المنظمات الدولية والمحلية بتوزيع أي حصص غذائية منذ أشهر، ناهيك عن انعدام فرص العمل وعدم حصول أبناء هذه المخيمات على حقهم في التعليم المجاني والرعاية الصحية الكافية.

 

“سعيد المصطفى”، من أبناء مدينة الرقة ويعمل في نقل الماء إلى المخيمات العشوائية المتواجدة في المنطقة، ذكر أن “جميع قاطني المخيمات العشوائية يعانون من انعدام وسائل التدفئة خلال فصل الشتاء الأمر الذي أثقل كاهلهم وخلق أزمة حادة لديهم، كون معظم قاطني هذه المخيمات هم من النساء والأطفال في ظل غياب المعيل عنهم”، على حد وصفه.

 

وقال في حديثه لمنصة SY24: “يحاول قاطني المخيمات العشوائية وعلى مدار السنة البحث عن كل ما يمكن استخدامه للتدفئة من أخشاب أو ثياب مهترئة وحتى أحذية ومواد بلاستيكية وإطارات بالرغم من خطورتها على صحتهم، وذلك لعدم قدرتهم على شراء المازوت من السوق الحرة لارتفاع ثمنه وعدم اعتراف الإدارة الذاتية بهم كمواطنين، ولذلك حرموا من حقهم بالحصول على وسائل التدفئة بسعرها المدعم على غرار بقية سكان المنطقة”.

 

وأضاف أنه “بعد حصول قاطني المخيمات العشوائية على التدفئة بسعرها المدعم يجب أن تبدأ الإدارة الذاتية بالتفكير بتضمين أسمائهم ضمن بقية المواد المدعومة التي تقدمها لسكان المنطقة مثل غاز الطهي والخبز والدقيق وغيرها من السلع التموينية المتواجدة في مؤسسة النيروز التابعة لها، لتخفيف الضغط المترتب عليهم وتحسين أوضاعهم المعيشية للأفضل”.

 

وتعاني مدن وبلدات شمال شرق سوريا الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، من أوضاع اقتصادية ومعيشية سيئة في ظل انخفاض قيمة الليرة السورية وارتفاع ثمن المحروقات التي تباع في السوق الحرة مقارنةً بتلك التي توزعها “الإدارة الذاتية” على السكان، بالإضافة إلى انعدام فرص العمل الحقيقية للشباب واضطرار معظمهم للسفر إلى خارج البلاد أملاً في الحصول على حياة أفضل.

مقالات ذات صلة