ما سبب ارتفاع أسعار الدواجن واللحوم في مناطق قسد؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

” كنا نشتري اللحوم والدجاج بالجملة ونضعها في الثلاجة لاستخدامها خلال الشهر لكن في الوقت الراهن بات شراء كيلو اللحم الواحد أمراً في غاية الصعوبة، لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير والأرزاق قلت والظروف المعيشية تغدو كل يوم أسوأ من الذي قبله”.

 

بهذه الكلمات وصف العم “أبو جمال”، وهو أحد سكان مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي، الأوضاع المعيشية السيئة التي تعاني منها المنطقة بعد الارتفاع الكبير الذي شهده سوق بيع الأغنام والمواشي وارتفاع ثمن اللحوم الحمراء والدواجن، لتباع اليوم بضعف ثمنها الذي كانت عليه قبل عدة أشهر، على الرغم من هطول الأمطار على المنطقة بشكل جيد وانتشار المراعي في منطقة البادية.

 

وقال في حديثه مع مراسل منصة SY24، إن “أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت بشكل لا يوصف خلال الشهر الأول من السنة الحالية، بسبب ارتفاع أجور النقل الذي تزامن مع غلاء ثمن المحروقات، بالإضافة إلى هبوط قيمة الليرة السورية أمام الدولار وقيام التجار برفع سعر العلف الخاص المواشي والدواجن، وأيضاً ارتفاع تكلفة علاجها لدى الأطباء البيطريين وغلاء ثمن الأدوية الخاصة بها، كل هذا أثر بشكل مباشر على سوق بيع اللحوم الحمراء والدواجن”.

 

حيث بلغ سعر كيلو لحم الغنم في ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” أكثر من 22 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يباع الكيلو بحوالي 16 ألف ليرة قبل عدة أسابيع، فيما وصل سعر كيلو الدجاج إلى أكثر من 12500 ليرة سورية بعد أن كان يباع بـ 8000 ليرة، الأمر الذي دفع العديد من الأهالي إلى الاستغناء عنها بشكل شبه كامل أو الاتجاه لشراء بعض أجزاء الدجاج الرخيصة التي لا تباع بشكل مستمر مثل الظهر والرقبة.

 

غلاء أسعار اللحوم الحمراء والدواجن دفع العديد من سكان مدينة القامشلي، في أقصى شمال شرق سوريا، إلى الاتجاه نحو شراء الطيور الأخرى مثل الحمام والإوز والبط وأنواع أخرى من اللحوم الحمراء مثل الأرانب، بديلاً عن الخراف والأبقار والدجاج الذي بات شراؤها بالنسبة لسكان المنطقة أمراً في غاية الصعوبة للغاية لانخفاض دخلهم اليومي مقارنةً بثمنها الباهظ.

 

“أم صالح”، من أهالي مدينة ديرالزور ونازحة في مدينة القامشلي، أشارت إلى “قيامها بحذف اللحوم الحمراء والدجاج من قائمتها بالكامل لارتفاع ثمنها، وتوجهها نحو شراء البط والإوز والحمام من أسواق الدواجن المحلية كون سعرها مناسب جداً لدخلها المحدود وأرخص بكثير من أسعار بقية اللحوم التقليدية”، على حد وصفها.

 

وقالت في حديثها مع منصة SY24: “ذهبت بالصدفة مع جارتي إلى سوق الطيور أو ما يعرف باسم سوق الجمعة في مدينة القامشلي، وهناك رأينا أنواع مختلفة من الدواجن غير الدجاج والتي تباع بسعر أرخص بكثير من سعر بقية اللحوم العادية، ولذلك قررت أن أجرب شراء البط الذي يصل ثمنه إلى قرابة 23 ألف ليرة بوزن 3 كيلو تقريباً أو أكثر، وبدأت أذهب إلى هذا السوق بشكل أسبوعي للحصول على ما أحتاجه من اللحوم وبأرخص الأسعار”.

 

في الوقت الذي يعاني منه مربو الماشية من خسائر مادية كبيرة نتيجة توقف حركة البيع والشراء في الأسواق المحلية لمدن وبلدات شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة “قسد”، وارتفاع تكلفة إطعام حيواناتهم بشكل يومي، ما دفع عدد منهم إلى بيع قسم من مواشيه بغرض شراء العلف والدواء للقسم الآخر، أملاً منه في تجنب الخسارة الكلية، وفي انتظار انتهاء فصل الشتاء وقدوم موسم تجارة المواشي في الربيع.

 

والجدير بالذكر أن أسواق بيع المواشي والدواجن في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قسد” شرقي سوريا تعاني من ضعف كبير في حركة البيع والشراء، عقب قيام عدد من التجار برفع ثمن المواشي بشكل كبير، وذلك بسبب ما وصفوه بـ”الارتفاع الحاد في تكلفة نقل الواشي إلى الأسواق بشكل يومي لارتفاع أسعار المحروقات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف الخاصة بها”، مع توقعات بانخفاض أسعارها بحلول الربيع لظهور المراعي الطبيعية في المنطقة والتي يعتمد عليها مربو الماشية بشكل مباشر لإطعام قطعانهم وتوفير أكبر قدر من الأموال لهم و لعائلاتهم.

مقالات ذات صلة