خلافات الميلشيات الإيرانية وميليشيا “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام، تتصدر واجهة الأحداث بالفترة الأخيرة في دمشق، ولاسيما أنها تتطور لاشتباكات مسلحة بين الطرفين، موقعة قتلى وجرحى معظم الأوقات، حسب ما ترصده منصة SY24 في تقاريرها الدائمة.
وفي آخر المستجدات التي نقلها مراسلنا في منطقة “السيدة زينب” جنوب دمشق، أكد حدوث شجار بين عدد عناصر من الفرقة الرابعة وعناصر ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، تطور إلى استخدام السلاح بينهما، وذلك صبيحة يوم أمس، عند أطراف المنطقة من جهة “البحدلية”.
وفي التفاصيل، تبين أن المشكلة حدثت بين عنصرين من الحرس الثوري، وثلاثة عناصر من الفرقة الرابعة، على حاجز تابع للحرس أثناء عبور سيارة محملة بالحبوب والمواد المخدرة.
إذ قامت ميليشيا “الحرس” بإدخال سيارة دفع رباعي، محملة بالمخدرات لبيعها في منطقة “السيدة زينب” وما حولها، بالتنسيق مع الفرقة الرابعة، غير أن الخلاف على نسبة الأرباح حال دون ذلك، وأدى إلى اقتتال بينهما.
وقال المراسل إن “عناصر الرابعة طلبوا زيادة على النسبة المتفق عليها مسبقاً، وإلا لن يسمحوا لهم بالدخول والمرور على الحاجز، ثم تطور الخلاف من المشادات الكلامية، إلى الضرب والشجار بالأيدي والعصي”.
على خلفية ذلك، قام عنصر من “الحرس الثوري”، بإخراج سلاحه الشخصي، وإطلاق النار على عناصر الفرقة الرابعة، ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة الآخر، ثم انسحب عناصر الحرس الثوري باتجاه منطقة “السيدة زينب”.
هناك حدث استنفار كبير، وتوتر بين الطرفين، ما استدعى استقدام تعزيزات عسكرية، وصلت لأطراف المنطقة، من جهة “البحدلية”، مع منع اقتراب أي أحد من الدخول والخروج من المنطقة، فضلاً عن نشر حواجز عسكرية على الطرقات.
وبقي الاستنفار قائماً بين الطرفين أكثر من خمس ساعات، دون أي صدام أو تجديد الاقتتال بينهما، وبعدها تم حل الاستنفار مع بقاء الحواجز المؤقتة “الطيارة” منتشرة على الطرقات الفرعية والرئيسية، المؤدية إلى المنطقة وما تزال إلى الآن.
ليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها خلاف بين الميليشيات الإيرانية وبين الميليشيات المحلية التابعة للنظام، إذ خلقت حالة من العداوة بينهم، حول أمور مختلفة أبرزها تقاسم الإتاوات والأموال المنهوبة من المدنيين وأرباح شحنات المخدرات.
يذكر أن منصة SY24 رصدت في الفترة الماضية، خلافات عدة بينهما وصلت إلى حد تصفية قادة وعناصر من كلا الطرفين، وباتت خلافاتهم تظهر للعلن، مسجلة عدة عمليات خطف وقتل واشتباكات بينهما، في ظل صراعهما المستمر حول النفوذ والسلطة في مناطق سيطرتهم.
يشار إلى أن منطقة “السيدة زينب” جنوب العاصمة دمشق، تحظى باهتمام غير مسبوق من قبل الميليشيات الشيعية في مقدمتها الميليشيا الإيرانية، وميليشيا “حزب الله” اللبناني والعراقي، حسب ما ترصده منصة SY24 في تقاريرها بشكل مستمر.