لم يقتصر الأمر بإيران وميليشياتها على التغلغل في جميع مفاصل الحياة السورية وقطاعاتها التعليمية والاقتصادية وحتى الدينية، بل وصل بها الأمر إلى افتتاح مكاتب لجمع التبرعات لصالح دعم وتشغيل ميليشياتها بحجج وذرائع واهية.
وحسب شبكة مراسلي منصة SY24، فإن مكاتب التبرعات تنتشر في مناطق متفرقة من سوريا وبالأخص جنوبي دمشق، إضافة إلى المنطقة الشرقية، في حين تؤكد مصادر في المعارضة الإيرانية أن مكاتب التبرعات تنتشر ليس في سوريا فقط بل في كامل الجغرافية الإيرانية لدعم ميليشياتها وتمويلها بالأموال.
وأشار مراسلنا في دمشق وريفها، إلى وجود مكتب في منطقة السيدة زينب التي تعتبر مرتعاً هاماً للميليشيات التي تنتشر هناك، بقيادة واستلام وإشراف ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني.
وذكر أن المكتب يدّعي أنه مخصص لجمع تبرعات لدعم للمقاومة الإسلامية في لبنان، وأيضاً مخصص جزء من تبرعاته لحركة حماس والكتائب في فلسطين، لكنّ المؤكد أنه لا يصل أي شيء من هذه الأموال لتلك الجهات بل كلها تذهب لصالح ميليشيا حزب الله والميليشيات في لبنان.
ويدير المقر المذكور في السيدة زينب وهو المقر الرئيسي، 8 موظفين جميعهم من الجنسيات الأجنبية (غالبيتهم إيرانيون) ولا يوجد بينهم أي سوري أو حتى متطوع من السوريين.
وحسب مراسلنا فإن المكتب المذكور الخاص بالتبرعات هو المكتب الوحيد في منطقة السيدة زينب، ويوجد مكاتب صغيرة لجمع التبرعات في منطقة حجيرة وما حولها جنوبي دمشق.
وبيّن أن 90% من التبرعات تذهب لدعم ميليشيات حزب الله وغيرها من الميليشيات الإيرانية في حربها على السوريين، ولدعم كافة تحركات الميليشيات في سوريا.
ولفت إلى أن المقر مخصص لجمع التبرعات من الشيعة، أو حتى من غيرهم من السكان الراغبين بالتبرع بالأموال.
وبالذهاب إلى منطقة القلمون بريف دمشق والحدودية مع لبنان، أوضح مراسلنا في المنطقة أنه يوجد مقر لجمع التبرعات في قرية “البخعا” بالقلمون الغربي بريف دمشق، يتبع لميليشيا “حزب الله”.
وذكر أن المركز تم افتتاحه نهاية عام 2020 داخل أحد اكبر المقرات العسكرية لتابعة للحزب في “البخعا” والتي تعرف أيضا بقرية (الصرخة)، إضافة إلى أن جميع العاملين في مركز التبرع هم من اللبنانيين ومعهم معمم شيعي، ويشرف عليه قيادي بارز في الحزب مقيم في لبنان ويدخل سوريا كل عدة أيام.
وبيّن أن المركز خاص بعناصر الحزب ويتواجد فيه عناصر من النظام، لافتاً إلى أن التبرع إلزامي للعناصر الأجانب غير السوريين، حيث يتم إلزام أي عنصر لبناني أو عراقي بدفع مبالغ مالية للتبرع بشكل شهري دون تحديد المبلغ وقيمته.
وبالتوجه صوب المنطقة الجنوبية في درعا وما حولها، أفاد مراسلنا بوجود عدد من مقرات التبرع التابعة للميليشيات الإيرانية ومنها تابع للنظام السوري ويتم تمويلها من ميليشيا “حزب الله”.
ومن هذه المقرات حسب مراسلنا: مؤسسة العرين حالياً ” جمعية البستان سابقاً ” والتي أسسها رامي مخلوف وحالياً تمتلكها أسماء الأسد، وتنشط في محافظة القنيطرة ودرعا والسويداء والتي يمولها حزب الله، وتعمل بمجالات مختلفة منها دينية، ويشرف على المؤسسة عسكرياً المدعو وسيم عمر المسالمة القيادي في حزب الله، والذي ينحدر من محافظة درعا وهو من كبار المسؤولين عن ملف التشيع في المحافظة.
ومن المقرات أيضا، جمعية الزهراء، التي تنشط في مدينة درعا والتي تم إنشاؤها بعد زيارة الطبطبائي ممثل خامنئي في سوريا لمحافظة درعا، لتحمل طابع ظاهره إنساني وفحواه ديني ويعمل على تشييع السكان، وتنشط أيضاً في القنيطرة و تقوم بدعم العوائل الشيعية عن طريق تزويدهم بمبالغ مالية بغرض تنفيذ مشاريع صغيرة تعمل بها العوائل الشيعية بينما تعود ملكيتها للجمعية.
وتتلقى الجمعية الدعم بشكل مباشر من مكتب ممثل الخامنئي في سوريا بالإضافة إلى السفارة الإيرانية في دمشق ومجموعة من حملات التبرعات التي تشرف عليها الميليشيات في السيدة زينب، وقد تلقت بداية تأسيسها خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول 2019، مبالغ مالية وصلت إلى عشرات الملايين وتستمر نشاطاتهم للآن.
وأشار مراسلنا إلى مقر آخر تحت اسم جمعية تموز، التي تنشط في درعا وتتلقى الدعم من رجال أعمال إيرانيين في سوريا، و تقوم بتقديم مبالغ مالية لأسر القتلى من المنتسبين للميليشيات أو المعاقين جراء العمليات العسكرية، إضافة لقيامهم بتسيير رحلات ترفيهية لهم.
وهناك أيضاً جماعات تعنى بالتجنيد في منطقة قرفا و منطقة إزرع، حسب مراسلنا، تعمل على استقطاب العوائل الشيعية وتقديم المبالغ المالية للأهالي مقابل التشيع سراً، وتتلقى دعمها من إحدى الجمعيات في منطقة السيدة زينب ومن ثم توزيعها ضمن مناطق درعا.
وحول ذلك قال “طاهر أبو نضال الأحوازي” عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية لمنصة SY24، إن “مراكز التبرع المذكورة منتشرة في سوريا إضافة إلى انتشارها في أماكن تواجد تواجد سلطة الاحتلال والإرهاب الإيرانية وفي عموم جغرافية ما تسمى إيران السياسية”.
وأوضح أن كل دخل صناديق التبرعات تذهب لصالح مشروعها الإرهابي وأذرعها من الميليشيات .
وتابع أن الجميع يعلم أن دخل هذه الصناديق والمراكز ليس بقليل و خاصة في أماكن مثل المراقد أو ما تسمى الأماكن المقدسة في سوريا و العراق وعموم والجميع يعلم أن الدخل هو بالمليارات وليس بالملايين، حسب قوله.
واعتبر أن جميع المراقد والحسينيات تعتبر مراكز تبرع بالأموال لصالح الميليشيات في سوريا، إذ تُشرف عليها الهيئات الدينية الإيرانية ورجال قيادات المليشيات ورجال الدين التابعين لهم.
يذكر أنه في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، كشفت مصادر خاصة لـ SY24، عن انتشار ملحوظ للإيرانيين في عدة نقاط داخل الشام القديمة، وآخر تلك المشاهدات انتشارهم في منطقة “باب الصغير” والتي يتواجد فيها مقبرة تسمى باسم المنطقة ذاتها.
حيث تمتد تلك المقبرة إلى أخرى تسمى “مقبرة باب الكبير”، يضاف إلى ذلك المقامات والمزارات شرقي دير الزور ومن أبرزها مقام دموع الحسين في منطقة عين علي في مدينة القورية، وحسينيات في بلدتي حطلة ومرّاط، إضافة إلى خيام لطميات وحسينيات في مدينة البوكمال، ومقام “قبة علي” في بلدة السويعية بمحيط البوكمال.
من جانبه، قال مضر الأسعد، المنسق العام للمجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية لمنصة SY24: “نعم يوجد مكاتب للتبرعات، والشيعة لا يعتبرونها تبرعات بل فرض وواجب، ولذلك المكاتب موجودة في دير الزور والبوكمال والميادين وفي المناطق التي تتواجد فيها الميليشيات من البوكمال حتى محافظة الرقة وصولاً إلى مناطقها في حلب وفي سهل الغاب وفي حمص وعلى الحدود اللبنانية السورية وبعض أحياء دمشق وجنوب دمشق وصولا إلى درعا، وكذلك في البادية السورية”.
ونؤّه إلى أنه يتم أخذ خمس المال من المتبرعين والذي يذهب لدعم الميليشيات.
وأفاد الأسعد بأن الميليشيات تفرض على رعاة الأغنام والمواشي التبرع لصالح مكاتبها مضيفاً “لاحظنا أن اعتداءات الميليشيات متواصلة وبشكل خاص على مربي الأغنام الذين يرفضون التعامل مع الميليشيات في البادية الشامية أو بادية الرقة ودير الزور وصولا إلى منطقة الحماد على الحدود العراقية، لذلك هذه الجرائم ترتكب بشكل كبير بحق أبناء وعشائر البادية السورية”.
الجدير ذكره، أن إيران وميلشياتها المتواجدة في سوريا، وبدعم من رأس النظام حافظ الأسد، استطاعت إنشاء مراكز شيعية باسم الحسينيات في أماكن عدة في مدينة دمشق، وكان جلّ اعتماد هذه المراكز على مراقد ومقامات وقبور وهميّة لا أساس لها، أو أنّها قبور مزورة على أنها لبعض الشخصيات المعتبرة لديهم من بعض آل البيت والتابعين والأئمة، حسب مصادر لمنصة SY24.
ومؤخرًا، نقل مراسلو منصة SY24 معلومات تؤكد أن الميليشيات الطائفية التي تحصل على التمويل المالي والعسكري من قبل إيران، تنتشر في أكثر من 39 منطقة داخل مدينة دمشق.