أحداث متسارعة وسط أجواء متوترة، واستنفار أمني كبير لقوات النظام تشهده أحياء في درعا المحطة، ليلة أمس الماضية، ولاسيما في منطقة المربع الأمني، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد مقتل عنصر من الأمن العسكري، وإصابة آخر بجروح متفاوتة، كما قتل عنصر من الدورية النظام إثر اشتباكاتهم مع مجموعة محلية تتبع للأمن العسكري، وتنشط في تجارة المخدرات يتزعمها المدعو “فايز الراضي” في حي الكاشف بدرعا المحطة.
وأسفرت الاشتباكات المسلحة بين الطرفين عن مقتل طبيب الأعصاب الشهير في المنطقة “علي السعد” المنحدر من بلدة المزيريب، برصاص طائش، جراء تلك الاشتباكات المحتدمة إذ يعد طبيب الجراحة العصبية الوحيد في محافظة درعا.
وعن سبب الاشتباكات الحاصلة، أفاد مراسلنا أنها جاءت على خليفة محاولة عناصر حاجز الأمن العسكري والشرطة احتجاز القيادي المدعو “إسماعيل القداح” الملقب بـ (سميقل)، المنحدر من بلدة “أم المياذن”، وقد عمل سابقاً في فصائل المعارضة السورية، وخضع لاتفاق التسوية، ثم تزعم مجموعة عسكرية تتبع للواء الثامن، وبعدها انضم إلى المدعو “فايز الراضي”.
إذ هاجم عناصر مسلحين، حاجز بلدة “أم المياذن” التابع للأمن العسكري، و احتجزوا جميع عناصر موجودين فيه، وصادروا أسلحتهم، على خلفية اعتقال “القداح” في مركز مدينة” درعا”، إضافة إلى قطع الاتوستراد الدولي (دمشق عمّان).
وحدث هجوم مماثل بالأسلحة الرشاشة، على معبر نصيب الحدودي، واندلعت اشتباكات عنيفة، من قبل مجموعة يتزعمها المدعو “فايز الراضي” قامت باحتجاز ضباط على الطريق الدولي بينهم عقيد وعميد، على خلفية اعتقال المدعو “اسماعيل القداح”.
ومن جملة الأحداث التي وقعت ليلة أمس، تم استهداف سيارة تابعة لمجموعة “مصطفى المسالمة” الملقب بـ(الكسم) في درعا المحطة، ما أسفر عن مقتل كل من “محمد يوسف المسالمة” الملقب بـ (أبو دولة) و “محمد بجبوج” الملقب بـ(رويلي) وهما عنصران من مجموعة الكسم التابعة للأمن العسكري.
كذلك انفجرت عبوة ناسفة بإحدى السيارات في الحي الشمالي من مدينة” جاسم” شمال درعا، واقتصرت الأضرار على الماديات حسب ما أكده المراسل.
وبين الفترة والأخرى تشهد المحافظة عمليات استهداف وزعزعة للأمن والاستقرار، منذ عام 2018، حيث تمت التسويات وما يسمى المصالحات دخل النظام مدن و بلدات و قرى المحافظة التي كانت خارج سلطته، و لكن دخوله كان شكلياً و اسمياً ولم يستطيع فرض سلطته و هيمنة على المحافظة حسب مداخلة خاصة من الأكاديمي المهتم بملف المنطقة الجنوبية “أحمد الحمادي”.
ولفت في حديثه، إلى أن هذا الواقع ولّد ما يعرف بالاغتيالات في محافظة درعا، يستخدمها طرفي الصراع، حيث طبيعة الصراع الثوري الجديدة حتمت تغيير تكتيك واستراتيجية المواجهة العسكرية من مواجهة مباشرة إلى عمليات خاطفة سريعة تنقض على الهدف المحدد ثم تذوب في الحاضنة الثورية، أو زرع العبوات أو الاستهداف المباشر عندما تسنح الفرصة بذلك.
وحسب رأيه “يقوم الثوار والأحرار باستهداف ضباط وقوى النظام العسكرية والأمنية والميليشيات الإيرانية والعملاء ومن يتعاون معهم وتجار المخدرات المرتبطين مع الميليشيات الإيرانية، والفرقة الرابعة المهيمنة على هذه التجارة الهدامة للمجتمعات”.
إذ يذكر أن محافظة درعا تشهد بشكل شبه يومي تقريباً، عمليات اغتيال واسعة طالت عدداً كبيراً من الأشخاص منهم مدنيين ومنهم معارضين للنظام ورجال التسويات، وعسكريين وغيرهم، حسب ما تنشر منصة SY24 في تقاريرها اليومية نقلاً عن شبكة مراسليها في المنطقة.