باتت شوارع دمشق وريفها، تغص بالمتسولين من مختلف الشرائح العمرية، بينهم نساء وأطفال، يستجدون ثمن لقمة العيش من المارة والأهالي في الطرقات، بعد انهيار كبير في المستوى المعيشي لغالبية السكان، والذي ساهم بشكل مباشر بانتشار ظواهر اجتماعية متعددة بشكل غير مسبوق، منها التسول والسرقة، والنبش في القمامة والعمل بجمع الخردة.
كاميرا SY24 التقطت عدة صور من أحد شوارع بلدة “ببيلا” جنوب دمشق، تظهر إحدى السيدات، وقد افترشت الأرض، ومدت يدها لسؤال الناس، وطلب العون منهم، لأجل إطعام أطفالها، وتأمين التدفئة لهم في ظل أيام الشتاء الباردة.
إذ أجبرت سنوات الحرب السابقة، وتردي الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام، عدداً كبيراً من السوريين المقيمين في كافة المناطق، على امتهان التسول، والبحث عن لقمة العيش في الطرقات، وطلب المساعدة من الأشخاص، وسط ارتفاع معدل البطالة، وقلة فرص العمل، وضعف القدرة الشرائية لكثير منهم، بل انعدام مصادر الدخل، حسب قول من التقيناهم من الأهالي.
“نسرين” معلمة في ريف دمشق، تقول لمراسلتنا إنها “يومياً تصادف عشرات الأطفال والنسوة والرجال أيضاً، الذين يطلبون منها مساعدة مالية، مهما كانت، لتأمين رغيف الخبز أو شراء الدواء كما يخبروها، غير أنها تباغتهم بردها “كلنا أصبحنا متسولين مثلكم ولكن كل بطريقته، خاصة الموظفين أمثالي”، مشيرة إلى عجزها عن مساعدتهم، بسبب التقنين الكبير الذي تتبعه في إدارة مصروف منزلها، ليتناسب مع متطلباتها المعيشية إلى حين انتهاء الشهر.
وأضافت ،أن أعداد المتسولين ازدادت عشرة أضعاف ماكانت عليه في السنوات السابقة، ولم يعد بإمكان الأشخاص الصبر على الجوع والبرد أكثر، فكان الخروج للشارع وسؤال الناس أحد النتائج تلك الظروف الصعبة، بالوقت الذي ازدادت أيضاً أعداد النشالين و المحتالين واللصوص، وانعدمت الطبقة المتوسطة بين الأهالي، على حساب طبقتين فقط، إحداها شديدة الفقر والحاجة، والأخرى فاحشة الثراء، كعائلات المسؤولين والتجار.
يذكر أن الأمم المتحدة قدرت عدد السوريين الذين يعيشون تحت خط الفقر بأكثر من 90% من إجمالي عدد سكان البلاد، وأشارت إلى أن كثيراً منهم يضطر إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم.