في مثل هذا اليوم 17 نيسان من عام 2011 خرج أهالي مدينة حمص وريفها، في مظاهرة حاشدة دعوا خلالها لاعتصام في ساحة الساعة الجديدة بحمص، حيث شهدت ساحة الساعة الكثير من المظاهرات، وحازت على اسم “ساحة الحرية”، بعد اعتصم فيها الآلاف من أبناء المدينة في يوم 18 نيسان، حيث استمر الاعتصام الذي طالب بإسقاط النظام الحَاكم لمدة يوم واحد.
وقُدرت أعداد المشاركين في ذلك الاعتصام بدايةً بأكثر من أربعين ألف متظاهر من مختلف الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية، حيث شارك الرجال والنساء والصغار والكبار، والتجار والطلاب ورجال الدين ورجال القبائل وأعداد كبيرة من أبناء الريف، وكان الاعتصام كان سلمياً 100% لا يتخلله أي مظهر من مظاهر التسليح أو التسييس، وكان الجميع على قلب واحد مطالبين بالحرية وقد وصل عدد المعتصمين في منتصف النهار إلى أكثر من 100 ألف.
وقال الناشط الإعلامي “محمد إدريس” الذي كان متواجداً في الاعتصام حينها، إن “المحلات جميعها قد أغلقت في ذلك اليوم وتجمع الناس في حشود كبيرة امتدت ما بين شارع الدبلان مروراً بشارع السرايا حتى الساعة القديمة، وازداد الحشد حتى بلغت أفواج الناس جامع الصحابي خالد بن الوليد وجزءاً كبيراً من شارع الحميدية”.
وأضاف “إدريس”، أن “منتصف الليل بعد أن كانت الأعداد قد قلّت وجاء الشيخ سهل جنيد بتهديد من النظام، ولكن لم يتوقع أحد من المتواجدين مدى وحشية النظام وجبروته”، لافتاً إلى أن “الساعة 1 ليلاً وصلت العديد من حافلات النقل مليئة بعناصر الأمن مرددين بالروح بالدم نفديك يا أسد، وكانت عيونهم تظهر بالحقد الأعمى الذي اعتاد على القتل”.
وتابع قائلاً: “في الساعة (1:55 ليلاً) وبعد رفض المتظاهرين فضّ الاعتصام قام مئات عناصر الأمن من الفرقة الرابعة، بفتح النيران بشكل مباشر على المتظاهرين، حتى أُجبروا معظمهم على الفرار من الرصاص الحيّ، حيث استمر إطلاق النار في معظم الطرق ومداخل مدينة حمص لمدة ساعتين”.
وأكد أن “المستشفى الوطني كانت مليئة بعناصر الأمن الذين قاموا بتصفية جميع الجرحى الذين دخلوا اليها، يوماً لا ينسى لم يستطع أحد إحصاء أعداد الشهداء والمفقودين في ذلك اليوم الوحشي”.