يشهد سجن رومية اللبناني والذي يؤوي معتقلين سوريين بداخله أحداثاً غير مسبوقة، خاصة بعد الأخبار التي تتحدث عن نية السلطات اللبنانية تسليمهم للنظام السوري.
ودفعت تطورات أخرى جارية في لبنان إلى إثارة المخاوف لدى المعتقلين اللبنانيين إضافة إلى السوريين، وأبرزها الحكم القضائي الصادر ببراءة الضالعين بتفجير مرفأ بيروت، مطالبين القضاء بالنظر بأوضاعهم وتحريك ملفات المتوقفة منذ سنوات.
وأقدم أحد السجناء (لم تحدد جنسيته)، على طعن نفسه داخل زنزانته احتجاجاً على عدم البت بمحاكمة السجناء، كما علق موقوفون في السجن مشانقهم رداً على خروج المتهمين بقضية تفجير مرفأ بيروت وترك السجناء يعانون منذ سنوات.
وأعرب الناشط في ملف المعتقلين السوريين، محمود الحموي، عن مخاوفه على حياة المعتقلين السوريين في سجن رومية، لافتاً إلى مخاطر تهددهم في حال نقلت السلطات اللبنانية ملفاتهم وسلمتها للنظام السوري.
وطالب الحموي في حديثه لمنصة SY24، المنظمات الأممية والدولية الحقوقية، بالتحرك والدخول إلى سجن رومية للاطلاع على ما يجري من انتهاكات بحق جميع المعتقلين بداخله سواء من جنسيات لبنانية أو سورية، حسب قوله.
وأشار إلى الجهود التي يبذلها في الاتحاد العام للمعتقلين والمعتقلات والذي يشغل منصب مديره التنفيذي، لإيصال صوت المعتقلين السوريين في سجن رومية للأمم المتحدة للتحرك واتخاذ ما يلزم لمنع تسليمهم للنظام السوري.
ويطالب سجناء سجن رومية القضاء اللبناني بـ “العفو العالم، وتحديد المؤبد والاعدام، وذلك المؤبد 20 سنة والإعدام 25 سنة، وتحديد السنة السجنية 6 أشهر لمرة واحدة”.
من جهته، قال المحامي اللبناني محمد صبلوح لمنصة SY24، إن “المخالفة القانونية التي صدرت عن مدعي عام التنفيذ بخصوص قضية تفجير مرفأ بيروت، أصابت الموقوفين داخل سجن رومية ظلما دون محاكمات منذ سنوات دون أن تتحرك ضمائر المسؤولين عن ملف القضاء بالخوف، فأرادوا إرسال رسالة للعالم بأنه لا أحد يهتم لأمرهم وأوجاعهم”.
وتابع “للأسف مؤخرا هناك انتهاكات كبيرة من قبل الأجهزة الأمنية وحتى من الجيش بحق السوريين، وهناك عمليات ترحيل للسوريين لم نسمع عنها وهناك حالات تم رصدها بشكل متأخر”.
ونبّه إلى أن المخاوف من الترحيل ما تزال قائمة، حيث تجري تلك العمليات بشكل يومي بحجة العودة الطوعية، الأمر الذي يعطي غطاء للأمن للترحيل دون الخوف من أي محاسبة، في إشارة للمخاوف من عمليات ترحيل المعتقلين السوريين في سجن رومية وتسليمهم لأمن النظام السوري.
الجدير ذكره أن سجن رومية يؤوي نحو 400 معتقل سوري تقريباً (في إحصائية غير دقيقة)، في حين أن مأساة هؤلاء المعتقلين مضاعفة لأنهم ليسوا لبنانين أولا، إضافة إلى أن معظم عائلاتهم غير قادرة على زيارتهم، وفق مصادر حقوقية لبنانية.
وتؤوي لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية إن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.