حذّر مهتمون وخبراء بالشأن لإيراني من محاولات إيران وميليشياتها زيادة وتوسعة نفوذها من جنوبي البلاد باتجاه شرقها، لافتين إلى مساعيها في تحويل ميليشياتها إلى قوات عسكرية نظامية على الأرض السورية.
وفي السياق، تحدثت صحيفة “إندبندنت عربية” عن تزايد تحركات الميليشيات الإيرانية من مناطق نفوذها جنوب وشمال سوريا باتجاه شرق البلاد، مرجعة ذلك إلى الرغبة بالتوسع “كي لا تتفرد أميركا وحدها في هذا المكان”، حسب الصحيفة.
وحول ذلك قال الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور لمنصة SY24، إن “التوسع الإيراني بشكل عام هو عبارة عن مشروع طويل الأمد يجري على قدم وساق منذ سنوات، ويسعى للسيطرة على مجموعة من النقاط الاستراتيجية ويرتكز عليها كي ينطلق منها لمناطق أخرى وفق مخطط طويل الأمد”.
وأضاف أنه بالنسبة للتحركات الإيرانية خاصة شرقي سوريا، فإن إيران تسعى إلى إنهاك القوات الأمريكية وقوات التحالف شرقي سوريا، من خلال توجيه ضربات صاروخية ومسيرات مجهولة المصدر، ومن خلال مجموعات وهمية وأحيانا مجموعات يتم تشكيلها بأوامر إيرانية مثل ما يسمى المقاومة الشعبية، حسب تعبيره.
وتابع قائلاً إن “إيران وباختصار تريد تطبيق سياسة طالبان في أفغانستان، أي تريد إنهاك أمريكا وإشغالها حتى تترك شرقي سوريا ما يفسح المجال أمام إيران كي تتقدم وتملأ الفراغ العسكري الحاصل نتيجة إخلاء القوات الأمريكية لمواقعها وقواعدها العسكرية شرقي سوريا، وهذا ما سيؤمن لها السيطرة على أهم المناطق السورية المنتجة للنفط والقمح وللثروات الموجودة في سوريا، وهذا سيكون مثل قطعة الكعكة التي ستقدم لها تعويضا عما قدمته طيلة السنوات الماضية لحماية نظام بشار الأسد من السقوط، وفق قوله.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية تتحرك في الجنوب السوري، بغطاء من جيش النظام، وتتحصن داخل مواقعه العسكرية ويرتدي عناصرها الزي الرسمي للجيش.
وتشير مصادرنا الخاصة في محافظة درعا، إلى تخفيض روسيا عدد قواتها العسكرية في الجنوب السوري، بالتزامن مع الأحداث الأمنية والعسكرية التي شهدتها محافظة درعا خلال الفترة الماضية.
من جهته، قال الناشط السياسي مصطفى النعيمي لمنصة SY24، إن “إيران تتجه بأن يتحول تواجدها من الميليشياوي إلى القوات العسكرية النظامية، وذلك من أجل منع القوات المهاجمة لقطاعاتها العسكرية المنتشرة في سوريا، وبالتالي تعتقد طهران بأن خطوتها تلك قد تغير بعض الردود للقوى المناوئة للوجود الإيراني في سوريا”.
وتتزامن تلك التحركات الإيرانية مع استمرار الضربات الجوية مجهولة المصدر التي تطال الميليشيات الإيرانية، وكان آخرها استهداف طيران مسير مجهول لشاحنات دخلت عبر معبر التهريب التابع للحشد الشعبي العراقي، أمس الأحد، بعد دخولها إلى ساحة الأسطورة في البوكمال، يرجح أنها محملة بالأسلحة والذخائر.
وفي هذه النقطة قال النعيمي، إن “اللافت اليوم هو أن الغارة الإسرائيلية تمت بالقرب من مناطق سيطرة الولايات المتحدة، مما يعني أن هنالك تفاهمات بين أمريكا وإسرائيل بما يخص التعاون اللوجستي لتحديد الأهداف الإيرانية في سوريا، إذ تأتي تلك الضربة في سياق منع إيران من استهداف القوات الأمريكية نظرا لأن الغارات التي استهدفت شحنة الأسلحة في منطقة الهري بمدينة دير الزور والتي تتواجد بقربها القوات الأمريكية، لكن السؤال اليوم أين سترد أذرع إيران في سوريا؟”.
يذكر أن إيران تحاول التوسع أيضا في البادية السورية وتثبيت قدمها هناك من بوابة محاربة داعش، وذلك بهدف بسط نفوذها في مناطق استراتيجية وحيوية مثل منطقة السخنة ومناطق أخرى قريبة من بادية الرقة ودير الزور.