سلّط فريق منسقو استجابة سوريا، اليوم الإثنين، الضوء على معاناة النازحين والقاطنين شمال غربي سوريا في الحصول على مواد للتدفئة خلال الشتاء الحالي، مؤكداً أنهم باتوا بين خيارين إما الموت جوعاً أو الموت من البرد.
وذكر الفريق في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن أوضاعاً إنسانية سيئة جداً تواجه المدنيين في شمال غرب سوريا وتحديداً في المخيمات، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة.
وتحدث الفريق عن العجز الكبير في تأمين مستلزمات المدنيين في المنطقة، وعدم قدرة المنظمات العاملة في المنطقة على تقديم الدعم اللازم للسكان المدنيين في المنطقة.
وأشار إلى أن خيارات السكان أصبحت محدودة جداً، بين تأمين الغذاء أو مواد التدفئة لهذا العام.
وعلى الرغم من العديد من الحملات والمشاريع التي ادعت المنظمات تنفيذها خلال الشهرين الماضيين، إلا أنها لم تستطيع تغطية ولو لجزء يسير من حاجة المدنيين في المنطقة، وحتى المستفيدين من تلك المشاريع لم تكن قادرة على تغطية احتياجاتهم إلا لأسابيع قليلة فقط، وفق البيان.
وأظهرت الاستبيانات التي أجراها منسقو استجابة سوريا في المخيمات حول واقع التدفئة خلال الشتاء الحال، بأن 58% من النازحين لم يحصلوا على مواد التدفئة لهذا العام، في حين حصل 31% من النازحين على تدفئة تكفي لأربع أسابيع فقط (مع التقنين في استخدام مواد التدفئة)، وحصل 11% فقط من النازحين على مواد تكفي (بين ستة وثمانية أسابيع فقط)، في حين اشتكى 90% من النازحين من رداءة مواد التدفئة المقدمة وسوء النوعية المستخدمة في عمليات الاستجابة.
أما في القرى والبلدات والمدن في شمال غرب سوريا ، فلم يحصل النازحون ولا القاطنون في المنطقة على مواد التدفئة، على الرغم من مطابقتهم للشروط والمعايير المفروضة على عمليات التوزيع.
ودعا الفريق كافة الجهات العاملة في المنطقة إلى تحمل المسؤولية الكاملة وتأمين الدعم اللازم للمدنيين في المنطقة، في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة والتي فرضت خيارات صعبة على المدنيين بين الموت جوعا أو بردا.
الجدير ذكره، أن مراسلنا في الشمال رصد في تقرير سابق، ارتفاع أسعار مواد التدفئة، من بينها الحطب وقشر اللوزيات، إذ وصل سعر طن قشر الفستق إلى 240 دولار وبيع الكيلو منه بـ 4,25 ليرة تركي، أي أن الطن ارتفع مئة دولار منذ بداية الشتاء إلى حد اليوم، بعد أن كان سعره 120 دولار فقط العام الماضي، فيما وصل سعر طن الحطب أيضاً ما بين 210 _ 250 دولار.
في حين قال أحد المهجرين لمراسلنا، إن “الغلاء والظروف المعيشية السيئة، جعلت وسيلة التدفئة حلماً بالنسبة للفقير، ولاسيما سكان المخيمات، في ظل استجابة ضعيفة، من قبل المنظمات الإنسانية”، ما جعله يبحث عن أي وسيلة للتدفئة في هذه الأشهر الباردة.