بين الحسكة وديرالزور.. من يقف وراء الهجمات على طريق الخرافي الدولي؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

هاجمت مجموعة مسلحة سيارة تعود لأحد أبناء مدينة الشدادي على طريق الخرافي الدولي الواصل بين محافظتي الحسكة وديرالزور، وقامت بسلبه مولدة كهربائية ومبلغ مالي وبعض المقتنيات الشخصية تحت تهديد السلاح، قبل أن تطلق سراحه، فيما قامت نفس المجموعة بإيقاف حافلة نقل داخلي على نفس الطريق وإجبار سائقها على دفع مبلغ مالي.

 

وتزامنت هذه العملية مع تعرض دورية عسكرية تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” لهجوم نفذه مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم داعش على طريق الخرافي الدولي، ما تسبب في إعطاب إحدى السيارات العسكرية وإصابة أحد عناصر “قسد”، لتقوم الأخيرة باستقدام تعزيزات عسكرية للمنطقة ونصب حواجز تفتيش لعدة ساعات.

 

ارتفاع معدل الهجمات المسلحة التي تنفذها خلايا مسلحة تابعة لتنظيم داعش وازدياد عدد عمليات السلب والسرقة تحت تهديد السلاح، دفع سكان المنطقة إلى المطالبة بضرورة تأمين الطريق الخرافي الواصل بين ديرالزور والحسكة، والسماح للمدنيين وأصحاب الشاحنات وحافلات النقل الداخلي بحمل السلاح لحماية أنفسهم من هذه الهجمات.

 

حيث تحول هذه الطريق إلى مسرح للعمليات التي تنفذها خلايا داعش ضد قوات “قسد”، بالإضافة إلى استغلال العصابات المسلحة طول الطريق وخلوه من الحواجز العسكرية والبلدات من أجل مهاجمة المدنيين وسلبهم ممتلكاتهم الشخصية تحت تهديد السلاح، الأمر الذي أثر بشكل مباشر على حركة نقل المواطنين والبضائع عليه.

 

“ماهر الحسين”، من أبناء ريف ديرالزور وصاحب شاحنة نقل بضائع، ذكر أن “الطريق الخرافي بات يشكل تهديداً مباشراً لحياتهم وحياة جميع من يمر عبره، وذلك لتواجد عدد كبير من اللصوص وقطاع الطرق الذين يقومون بسلب المدنيين أموالهم تحت تهديد السلاح، ناهيك عن تواجد خلايا تنظيم داعش على طوله واستهدافهم دوريات تابعة لقسد”، على حد قوله.

 

وقال في حديث خاص مع منصة SY24: إن “الطريق الخرافي الدولي يعتبر من أكثر الطرق خطورة في المنطقة بسبب طوله وعدم تواجد عدد كبير من القرى والبلدات فيه، ورفض قسد زيادة عدد الحواجز العسكرية التابعة لها في المنطقة، الأمر الذي شجع قطاع الطرق واللصوص للسيطرة عليه بشكل شبه كامل وتهديد سلامة المدنيين والمسافرين”.

 

وأضاف أن “عناصر تنظيم داعش يتعمد على نصب حواجز وهمية على طول الطريق مع إيقاف حافلات النقل الداخلي بحثاً عن عناصر قسد أو المتعاونين معها، وحتى على موظفي المنظمات الدولية والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، ما تسبب بحالة من الفلتان الأمني على هذا الطريق الاستراتيجي، كونه الوحيد الذي يربط محافظة الحسكة بمدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة قسد”.

وقبل أيام شهد الطريق الخرافي عملية اختطاف نقيب الممرضين في هيئة الصحة التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، وذلك من أمام المشفى الذي يعمل فيه في منطقة الـ 7 كم من قبل مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد احتجازه لمدة يومين، وسط دعوات للأهالي بضرورة تأمين المنطقة وحماية موظفي المؤسسات التابعة لـ “الإدارة” من الهجمات المسلحة وعمليات الاختطاف التي يتعرضون لها بشكل متكرر.

 

والجدير بالذكر أن حكومة النظام افتتحت الطريق الدولي الواصل بين محافظة ديرالزور والحسكة، والذي يصل طوله إلى أكثر من 240  كم، تحت إشراف وتنفيذ شركة الخرافي الكويتية في عام 2010، وبطول 102 كم فقط، بسبب انسحاب الشركة من العقد بعد إجبارها على العمل مع شركات “ذو الهمة شاليش”، أحد أقارب رأس النظام بشار الأسد، وقيام “شاليش” بسرقة المواد المستخدمة في مد وتعبيد الطريق وصيانته، ما أدى إلى تشكل عدد كبير من الحفر والتصدعات على طوله تسببت بوقوع حوادث سير مروعة ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين خلال العام الفائت فقط.

مقالات ذات صلة