ما تزال أخبار الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وامتدت آثاره للشمال السوري تتصدر واجهة المشهد، يرافقها الكثير من القصص الإنسانية لأشخاص فقدوا عائلات بأكملها تحت الأنقاض.
بالمقابل، بدأت الأصوات تتعالى مناشدة إنقاذ حياة أحد النشطاء الإعلاميين والعاملين في مجال الإخراج ونقل أهوال الحرب السورية عن طريق الأفلام القصيرة، وهو المخرج يمان الخطيب ابن مدينة حلب، والذي ما يزال عالقاً هو وعائلته تحت الأنقاض.
وحسب الأخبار الواردة من مدينة أنطاكيا التركية، فإن يمان وأسرته عالقون تحت الأنقاض منذ أكثر من 27 ساعة.
وتحدث مقربون من يمان الخطيب وعائلته، بأن جهود الإنقاذ ما تزال مستمرة خاصة وأن أصوات ناجين تسمع من تحت الأنقاض بالتزامن مع انتظار رفع الركام لإنقاذهم، لافتين في الوقت ذاته إلى الإمكانات المحدودة التي تعمل بها فرق الإنقاذ.
وسارع ناشطون سوريون داخل سوريا وخارجها للتعبير عن تضامنهم ونشر الرسائل والمناشدات التي تطالب المنظمات وفرق الإنقاذ، بالتحرك لإنقاذ يمان الخطيب وأسرته والعالقون معه تحت الأنقاض.
وعبّر آخرون عن تعاطفهم بما يمر به يمان الخطيب وأسرته بالقول “يلا يا يمان ناطرينك ناطرين نشوف ضحكتك.. أنت قوي الله يكون معك ياخاي”، في حين أضاف آخرون “يمان ما زال يتنفس وينتظر النور”.
وقال آخرون “الزميل والصديق يمان الخطيب مع عائلته تحت الأنقاض منذ ساعاتٍ طويلة.. يمان الخطيب غطى الحرب بسوريا بمهنية عالية، ونشر صوراً خطفت قلوب الناس، وأثرت بالمجتمع الدولي.. صوره وأعماله ظهرت في أرفع الصحف والوكالات العالمية”.
يذكر أن يمان الخطيب أخرج فيلماً بعنوان “الطفولة الضائعة” والذي حصد المزيد من الجوائز الدولية، وآخرها في مهرجان أقيم في إيطاليا في وقت سابق من العام 2021، والذي يسلط الضوء على ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، الذين أجبرتهم الظروف الإنسانية الصعبة على العمل في مهن قاسية وهجران مقاعد الدراسة.
وقال “يمان خطيب” حينها لمنصة SY24 :”إننا كصحفيين يعملون في مناطق الحرب فإن أهمية الجائزة تكون في إيصال الصوت أكثر من الاحتفال بالجائزة نفسها، لأن شعب سُحق على مدار 10 سنوات يستحق على الأقل أن يصل صوته للعالم”.
وأمس الإثنين، نعى ناشطون سوريون أحد النشطاء الإعلاميين الذين فقدوا حياتهم جراء الزلزال الذي ضرب شمال غربي سوريا، وهو الناشط غياث رجب المهجر من مدينة داريا بريف دمشق إلى الشمال السوري.
يشار إلى أن عشرات العائلات ما تزال تحت الأنقاض في مناطق متفرقة من الشمال السوري، وسط إمكانات ضعيفة تعمل بها فرق الدفاع المدني السوري، وسط ترجيحات بارتفاع أعداد الضحايا نتيجة ذلك.