تشهد منطقة “السيدة زينب” أكبر معاقل الميليشيات الإيرانية جنوبي دمشق، أزمة كهرباء خانقة، يعيشها المواطنين هناك، إذ لا يتعدى وجود الكهرباء ساعة واحدة خلال اليوم، بالوقت الذي تنعم به المقرات والمستودعات العسكرية التابعة للميليشيات، بكهرباء دائمة، إضافة إلى وجود “مولدات” كهربائية كبيرة للضرورة، ويزداد القطاع الخدمي بشكل عام، سوءاً يوماً بعد يوم، ويضيق على الأهالي حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وذكر مراسلنا أن هناك أحياء كاملة لم ترَ الكهرباء إلا ساعة واحدة في اليوم وأقل أحياناً، بالوقت الذي تحظى به منازل المسؤولين والقياديين بالميليشيات، في ذات الحي بخط كهربائي دائم، خصص لهم دوناً عن الأهالي، وينعمون بأكثر من عشر ساعات متواصلة يومياً من الكهرباء.
على خلفية ذلك، اشتكى كثير من الأهالي سوء الوضع المعيشي والخدمي في ظل سيطرة الميليشيات، ولسان حالهم يتساءل، “هل هم ليسوا كباقي البشر، ولايحق لهم التمتع بالكهرباء والقيام بواجباتهم اليومية كالغسيل والشحن، والتدفئة، وهذه أقل الأمور التي يجب أن يحصل عليها المواطن” !!.
منصة SY24 من خلال شبكة مراسليها في المنطقة، رصدت الوضع عن كثب، من خلال استطلاع رأي شمل عدداً من سكان المنطقة، الذين أكدوا أن الكهرباء هي إحدى أكبر الأزمات التي يواجهونها، حيث أن هناك مناطق يصل فيها التقنين الكهربائي إلى ساعة وصل واحدة في اليوم، وتكون بشكل متقطع، مقابل قطع التيار طيلة الوقت المتبقي، وهناك أماكن لا ترى الكهرباء أبداً
أحد السكان قال في حديث خاص إلينا: إن “هناك كثير من الشوارع، لا تصلها الكهرباء لعدة أيام متتالية، بالوقت الذي يكون في ذات الحي مقر أو منزل شيعي، أو شخص مقرب من الميليشيات في الحرس الثوري أو غيرها، ينعم بخط كهربائي موصول على مدار الساعة”.
هذا التمييز في المعاملة بين سكان الحي الأصليين وبين الميليشيات المسيطرة عليه، جعل الحياة لا تطاق حسب قولهم، ولاسيما أن بعض الأهالي والجيران يحاولوا شحن البطاريات، أو الهواتف المحمولة، أو أدوات الإنارة المنزلية، لتشغيلها في الليل، عند النقاط أو المقرات القريبة منهم، ولكنهم يرفضون مساعدتهم تحت أي ظرف.
استمرار الوضع المزري الذي يعيشه السكان هناك، منذ عدة أشهر، والذي يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، وسط مطالبات حثيثة من البلدية وشركة الكهرباء بتحسين واقع الكهربائي، ولكن دون جدوى، وأحياناً يتحججون بأن الأوامر يجب أن تكون من قادة الحرس الثوري الإيراني الذين يستلمون زمام الأمور في المنطقة، وكل شيء بات تحت أمرهم.
ليست أزمة الكهرباء الوحيدة التي تشهدها المنطقة، في ظل سيطرة المليشيات الإيرانية عليها، بل امتدت إلى شح المياه، وسوء الخدمات الصحيّة والطبية، والمشافي، وصولاً إلى تردي حال الطرقات العامة، بالوقت تسعى فيه ميليشيا “الحرس الثوري “إلى تأمين جميع الخدمات بأعلى مستوى إلى مقراتها العسكرية وأماكن تمركزها.
وفي ذات السياق، تعاني بلدة “العتيبة” بالغوطة الشرقية، من تردي الواقع الصحي والطبي بشكل لايوصف حسب قول من التقيناهم من الأهالي هناك.
وقال مراسلنا: إن “المنطقة تعاني منذ عدة سنوات من سوء الوضع الصحي، وخلو المنطقة من الأطباء باستثناء طبيب واحد يعمل في المنطقة، وهو غير كافي لتقديم الخدمات الطبية للأهالي، دون إيجاد حلول فعلية من قبل المسؤولين عنها” .
وأضاف المراسل، أن أغلب الأطباء يعملون في العاصمة دمشق ومناطق أخرى من ريف دمشق، ولا يوجد إلا طبيب واحد يعمل ضمن البلدة، ويتعامل مع المرضى معاملة سيئة، وعنصرية، أي أنه يقوم بمعاينة المرضى حسب مزاجه، ووصف أحد الأهالي تلك المعاملة بقوله : “عم يحكي بنفسية كبيرة على اعتبار إنو مافي غيرو عنا وحكيو كلو من راس منخيرو”، أي أن معاملته تخلو من الإنسانية التي هي صلب مهنة الطب.
وليس هذا فحسب، بل إن قيمة المعاينة التي يأخدها من المرضى كبيرة جداً، ولا تناسب مستواهم المعيشي ولا حالتهم الاقتصادية المتردية، ولاسيما أن الغوطة الشرقية تعاني وضعاً خاص عن باقي المناطق، من غلاء وضيق في المعيشة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور، وإهمال متعمد بقطاع الخدمات كافة سواء على صعيد الكهرباء والماء والمواصلات مواد التدفئة، وزاد منها الوضع الصحي المتردي.
من الجدير بالذكر، أن الفساد الذي تعيشه المناطق في ظل سيطرة الميليشيات الإيرانية برعاية النظام السوري، استشرى كثيراً في السنوات الأخيرة، بسبب إهمال الوضع الخدمي للأهالي والتضييق عليهم، تزامناً مع أزمات الكهرباء وشح المياه، والمواصلات، وانقطاع الوقود، غيرها من الأزمات التي تشهدها المنطقة.