شهد معبر البوكمال البري على الحدود السورية العراقية حركة مكثفة خلال اليومين الماضيين بعد إعلان الحكومة العراقية إرسال مساعدات إنسانية وغذائية إلى مناطق سيطرة النظام السوري التي تأثرت بالهزات الارتدادية الناجمة عن الزلزال الذي ضرب وسط وجنوب تركيا والشمال السوري المحرر، والذي خلف إلى الآن قرابة 20 ألف قتيل وآلاف الجرحى والمفقودين.
حيث دخلت عشرات الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمساعدات الطبية واللوجستية التي أرسلتها حكومة بغداد إلى النظام السوري، بالإضافة إلى قيامها بادخال عشرات الصهاريج المحملة بالمحروقات والنفط وبعض المعدات الخاصة بالبحث عن ناجين داخل أنقاض المباني المدمرة بفعل الهزات الأرضية.
وتزامنت حركة دخول المساعدات مع تحركات مريبة للميليشيات الإيرانية المنتشرة في مدينة البوكمال وعلى طول الحدود السورية العراقية، والتي قامت بنصب عدة حواجز عسكرية على طول الطريق و نشرت المئات من عناصرها داخل مدينة البوكمال وعند معبرها الرسمي والمعابر البرية غير الشرعية التي تديرها على الحدود السورية العراقية.
مراسل منصة SY24 في البوكمال نقل عن مصادر خاصة، قولها: إن المليشيات الإيرانية استطاعت إدخال عشرات الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى سوريا عبر معبر البوكمال الرسمي، بحجة أنها “مساعدات إنسانية للمتضررين بالهزات الأرضية بمناطق النظام”، وقامت بنقلها بشكل علني إلى محافظتي حمص ودمشق وتفريغها داخل القواعد العسكرية التابعة لها في المنطقة بهدف توزيعها على النقاط والمواقع التي تتمركز فيها داخل البلاد.
المصادر ذاتها أكدت دخول وفد رسمي إيراني مكون من ضباط في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وضباط في ميليشيا فيلق القدس، بالإضافة الى عدد من خبراء المتفجرات والفنيين المتخصصين باستخدام الطيران المسير وعدد كبير من عناصر ومنتسبي هذه الميلشيات الأجانب، وذلك تحت حراسة مشددة من قبل عناصر الميليشيات الإيرانية المحليين والذين رافقوا هذه الأرتال على طول الطريق باتجاه محافظتي حمص ودمشق.
وأوضحت المصادر أن الهدف من دخول الضباط والفنيين الإيرانيين إلى سوريا هو إدارة معسكرات التدريب التي بدأتها ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في بلدة عياش بريف ديرالزور وأيضاً في محيط مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وفي عدد من المعسكرات التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني في القلمون الغربي وجنوب دمشق بالقرب من منطقة “سعسع” العسكرية، وغيرها من المعسكرات التي تشرف عليها بشكل مباشر بهدف تدريب المنتسبين المحليين على استخدام الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة.
ويحاول النظام السوري ومن خلفه الميلشيات الإيرانية استغلال الهزات الأرضية التي تعرضت لها بعض المدن الخاضعة لسيطرته من أجل إدخال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى البلاد بشكل علني، وأيضاً إدخال المحروقات وبعض المواد الأخرى التي تدخل ضمن نطاق العقوبات المفروضة عليه، مع قيام عدد من وسائل الإعلام الموالية له بالتحريض على إزالة هذه العقوبات وربطها بالمساعدات الإنسانية التي تدخل إلى البلاد، على الرغم من استمرار المنظمات الدولية بإدخال كميات كبيرة من المساعدات للنظام السوري خلال السنوات الماضية.