حذّر معارضون سوريون ومهتمون بالملف الإيراني وانتهاكات الميليشيات في سوريا، من سياسة التهويل التي تمارسها تلك الميليشيات والمجموعات المساندة للنظام بأن مناطقها منكوبة أكثر من الشمال السوري جراء الزلزال، وأنه يجب على الدول فتح المعابر الحدودية لدخول المساعدات.
وحسب الأنباء الواردة من مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا وفي مناطق داخل دمشق وغيرها من المناطق الأخرى، فإن أصوات عناصر الميليشيات بدأت تتعالى وبدأت بنشر الأخبار المضللة بأن تلك المناطق منكوبة، وبالتالي تحاول إيصال رسالة للعالم بأن عليهم فتح المعابر وعدم إغلاقها باتجاه مناطق النظام، الأمر الذي نبّه منه مراقبون.
وحول ذلك قال صلاح أبو شريف الأحوازي، أمين عام الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية في تصريح لمنصة SY24، إنه “لا يختلف اثنين على مستوى الجرائم البشعة التي أقل ما توصف بجرائم حرب بحق الإنسانية والتي يفوق ضحاياها الآلاف المرات ما دمرته الزلزلة في المناطق السورية، حيث سقط الآلاف من القتلى وأكثر منهم من المغيبين، إضافة إلى ملايين المنكوبين والمهجرين كان سببهم الأسد ومليشيات إيران الإرهابية، ولازال ما دمرت البراميل الأسدية والمقابر الجماعية شاهدا على الجرائم، وقد تم كل هذا بعلم وتخطيط مسبق ولم يكن بسبب كوارث طبيعية خارجة عن إرادة الإنسان”.
واعتبر أن سبب تهويل الميليشيات الإيرانية والادعاء أن مناطقها متضررة بشكل كبير، فهو محاولة منهم لاستغلال الوضع المأساوي ومعاناة المنكوبين لكسب شرعية لنظام الأسد إقليمياً ودوليا من جانب، ولتهريب الأسلحة والمخدرات وعناصرها، بعد أن ضاقت عليهم السبل في الفترة الأخيرة بسبب قصف قوات التحالف وإسرائيل للمناطق الي تسيطر عليها هذه الميليشيات لاسيما مناطق المعابر، من جهة أخرى.
ولفت إلى أن هذه المليشيات تقوم بهجمة إعلامية تضليلية من جانب، ومن جانب آخر تكثف تهريب الأسلحة للداخل السوري تحت غطاء المعونات الإنسانية، وهذا دون شك مكشوف لدى كل المراقبين ولا يغيب عن الأجهزة الأمنية ومتابعتها، حسب تعبيره.
وقبل أيام، ادّعى النظام أن مناطق حلب، حماة، اللاذقية، إدلب مناطق منكوبة وتحتاج لإغاثة طارئة، في حين رأى مراقبون أن هذه المناطق تقطنها الميليشيات وبالأخص مدينة حلب تليها حماة، وبالتالي لا يمكن النظر إليها على أنها منكوبة مقارنة بمناطق الشمال السوري التي أعلنت جميعها منكوبة بحسب فريق الدفاع المدني السوري العامل في الشمال.
من جهته، قال الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور لمنصة SY24، إن “جميع حلفاء النظام يستغلون الزلزال السوري وخاصة الإيرانيون، الذين ينظرون إلى كارثة الزلزال من شقين: الأول ظاهري يسعى للترويج على أن إيران تهتم بحواضنها الشعبية الناشئة في سوريا وتسعى لدعمها وتصوير أن هناك جهة قوية تقف خلفها في ظل هذه الأزمة، أما الشق الثاني وهو الأهم والخفي، وهو موضوع تهريب الأسلحة والمعدات تحت أغطية المساعدات الإنسانية وتحت ألوية الهلال الأحمر الإيراني”.
وأضاف أن نصف طائرات المساعدات التي هبطت في سوريا اليوم هي إيرانية، وبالتالي من السذاجة الاعتقاد أن ما يجري يتعلق بموضوع إنساني بحت فقط، فاليوم ميليشيا فيلق القدس أمام فرصة ثمينة جدا لتهريب الأسلحة والمعدات تحت أغطية وبطانيات الأمم المتحدة، بعيدا عن المراقبة الإسرائيلية وقصف الطيران الإسرائيلي، حسب قوله.
وكان اللافت للانتباه بمقابل حجم التهويل من قبل الميليشيات بأن مناطق سيطرتهم في سوريا منكوبة، خرج آخرون من قادة تلك الميليشيات للشماتة والسخرية من ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.
حيث جاءت تلك الشماتة والسخرية على لسان عضو المجلس المركزي في ميليشيا “حزب الله”، المدعو سامي خضرا، والذي قال في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر: “عندما نعيش سكرات حب الدنيا ونشيع الغفلة.. عندها لا بد من زلزلة رومانسية تعيدنا إلى حجمنا الطبيعي”.
وأضاف أن “الناس بحاجة بين فترة وأخرى لهزَّة تُذكِّرهم بضعفهم وخوفهم ومحدوديتهم وقلَّة حيلتهم أمام عظمة الله تبارك وتعالى.. هزَّةُ الليلة دغدغت فطرتنا وحذَّرت من فسادنا وغفلتنا.. كلُّه خير”، الأمر الذي أثار غضب كثيرين بسبب تلك العبارات التي تحمل بين طياتها الكثير من الشماتة بالضحايا الذين فقدوا حياتهم جراء الزلزال.
بدوره قال الناشط السياسي عبد الكريم العمر لمنصة SY24، إن “الهدف من التهويل سواء من إيران أو النظام هو الحصول على المزيد من المساعدات والأموال من أجل سرقتها، ولاحظنا أن بعض مواقع النظام تسرق مقاطع فيديو وصور لعمليات انقاذ المصابين في مناطق سيطرة المعارضة وتدّعي أنها في مناطق سيطرتها للحصول على مزيد من الدعم والمساعدات”.
وأكد أن كل المساعدات التي ستدخل للنظام سيعود ريعها من أجل الاستمرار في تجارة المخدرات والكبتاغون لصالح الميليشيات، ومن أجل ذلك هناك تهويل وضخ المزيد من الكذب من أجل الحصول على الأموال والمساعدات، وفق قوله.
يذكر أن الميليشيات الإيرانية تسيطر على المعابر غير الشرعية بين سوريا ولبنان، وتستخدمها لتهريب المخدرات والمطلوبين وأرباب السوابق، إضافة إلى معبر القائم الحدودي مع العراق من جهة الميادين بريف دير الزور، والمخصص لتهريب الأسلحة للميليشيات الإيرانية.