يواصل قادة الميليشيات نشاطهم في مناطق سيطرة النظام السوري، مستغلين كارثة الزلزال لإثبات وجودهم وعلى أنهم أصحاب القرار بعيدا عن التنسيق مع رأس النظام السوري بشار الأسد.
وفي آخر المستجدات، ظهر متزعم ميليشيا فيلق القدس، المدعو إسماعيل قاآني في اللاذقية بعد ظهوره قبل أيام في مدينة حلب إلى جانب متزعم ميليشيا الحشد الشعبي وعدد من قادة الميليشيات الآخرين.
وأقرت ماكينات النظام الإعلامية والأمنية بأن وجود قاآني في مدينة اللاذقية هو للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال، حسب زعمها، في حين كان لمراقبين رأي آخر والذين حذّروا من المساعي الإيرانية واستغلال كارثة الزلزال.
وحول ذلك قال الباحث رشيد حوراني لمنصة SY24، إن “زيارة قاآني قائد فيلق القدس للأماكن المتضررة من الزلزال التي تقع تحت سيطرة النظام السوري، تعكس عدة أمور أولها وأهمها بالنسبة لإيران استمرارها وإصرارها على تعزيز نفوذها في سوريا حتى في وقت الكوارث بالتزامن مع انشغال الروس في أوكرانيا”.
وأضاف أن تلك الزيارة تعكس الأمر الثاني وهو “عجز نظام الأسد ومؤسساته التي باتت هياكل ورقية ليس إلا عن تقديم أي خدمات للمتضررين من الزلزال”.
أمّا الأمر الثالث الذي تعكسه الزيارة فهو “محاولة إيران اظهار وصايتها المطلقة على سورية من خلال تنقل قااني بين حلب واللاذقية وشرح مسؤولي النظام الموقف له خلال زيارته لهم”.
وأظهرت مجموعة من الصور نشرتها ماكينات النظام الأمنية، المدعو قاآني وهو يتجول في اللاذقية وكأنه الآمر الناهي فيها، وإلى جانبه عدد من قادة قوات النظام وقادة المجموعات المساندة للأسد والموالية لإيران في المنطقة.
من جهتها، قالت بتول حديد وهي مساعد باحث في مركز حرمون للدراسات المعاصرة حول تلك الزيارة، إن “قاآني يريد أن يرسل رسالة إلى الحاضنة الشيعية، ولدوائر شعبية المقاتلين الإيرانيين أنهم معهم”.
وتابعت أن قاآني يقوم بالظهور بمظهر القيادي في المناطق الأكثر تأثراً بالزلزال في مناطق سيطرة النظام ليتفقد أوضاع الرعية.
وأشارت إلى أن ظهوره في هذه المناطق التي لا يظهر فيها الأسد يعني أن الولاء اليوم لإيران من قبل الحاضنة المتواجدة فيها، وبالأخص ولاء المقاتلين لإيران فيها، وللتأكيد بأن إيران تقف مع حاضنتها من مدنيين ومقاتلين.
وبيّنت أنه من المهم الذكر أن ايران دائماً ما تدعم حاضنتها الشيعية (المقاتلين بشكل مباشر) بمساعدات إنسانية لضمان الولاء واستمراريته، وهذا جزء من مخطط التوسع للثورة الإيرانية الإسلامية، أي التوسع عبر الإعانات للدوائر المقربة من توجهاتهم الفكرية، حسب وصفها.
وقبل عدة أيام، زار قاآني مدينة حلب قبيل زيارة رأس النظام بشار الأسد لها، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات وردود الفعل من قبل مراقبين، في حين أجمع كثيرون في حديثهم لمنصة SY24، على أن إيران حوّلت حلب إلى عاصمة جديدة لها، مشيرين إلى مساعي إيران لبسط سيطرتها وتأكيد نفوذها من بوابة المساعدات الإنسانية التي ستعمل في النهاية على سرقتها وتوزيعها على ميليشياتها وليس على المنكوبين جراء الزلزال.