أعربت منظمة الصحة العالمية عن صدمتها من مستوى الدمار الذي خلفه الزلزال الذي ضرب تركيا ووصلت آثاره المدمرة إلى سوريا، واصفة الوضع بأنه “كارثي”.
جاء ذلك على لسان “تيدروس أدهانوم” المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بيان قال فيه “لم أرى في حياتي مستوى الدمار، كما رأيت في الطريق من حلب إلى دمشق، لا يوجد أشخاص في المكان تقريبًا، العقود الكثيرة من الحرب، تسببت في خسائر لا يمكن تصورها، ويحتاج السوريون إلى دعمنا الآن، وأيضًا في السنوات المقبلة؛ لإعادة بناء حياتهم”.
وتعقيباً على ذلك قالت الناشطة الإنسانية إيمان ظريفة، والناشطة في مجال حملات المناصرة لمنصة SY24، إن “الكارثة كبيرة والمصاب أكبر والآثار التي تتبع أضرار الزلزال تفوق الحد، من حيث البنى التحتية والاحتياجات سواء الطبية والنفسية والمأوى وتامين المواد الإغاثية للمتضررين، والتي جميعها تحتاج إلى تنظيم وتنسيق بين المؤسسات العاملة على الأرض”.
وأشارت إلى أن الكارثة الواقعة في سوريا تزيد على الكارثة التي يعيشها السوريين في ظل حكم رأس النظام بشار الأسد، حسب تعبيرها.
وبيّنت أن الناس تعيش أصلاً أسوأ حالات الإنسانية، وبالتالي فإن أدنى المقومات غير متوفرة وخاصة في مناطق النظام، أمّا مناطق الشمال المنكوب فهو وضع مزري رغم وجود دعم إغاثي وطبي إلا أنه لم يكن ليكفي ولا يسد الاحتياج، وفق قولها.
وطالبت ظريفة، الدول والمنظمات والهيئات المسؤولة التحرك وتكثيف جهودها لإغاثة الشعب السوري في مصابه، واتخاذ خطوات حقيقية تجاه حل جذري تجاه ما جرى ويجري في سوريا.
وأقرّت الأمم المتحدة قبل أيام بخذلانها السوريين وخاصة في مناطق الشمال السوري، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في تغريدة، إن “الوكالة الأممية خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا، هم يشعرون عن حق بأنهم متروكون”، داعيا إلى “تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت”.
وأمس الثلاثاء، اتجه وفد أممي رفيع المستوى إلى محافظة إدلب شمالي غربي سوريا المتضررة من الزلزال، للاطلاع على الأوضاع فيها، وسط موجة انتقادات حادة واتهامات بخذلان المنكوبين.
ومساء أمس أيضاً، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المتحدة، نداء إنساني بقيمة 397 مليون دولار للسوريين وذلك للمساعدة في تأمين الإغاثة “التي تمس الحاجة إليها” لنحو خمسة ملايين شخص.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن المساعدات “يجب أن تصل من جميع الأطراف” وأن التمويل سيغطي فترة أولية مدتها ثلاثة أشهر.