كشف تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، صدر اليوم الأربعاء، عن حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوب تركيا، فجر الإثنين 6 شباط الشهر الجاري، إذ بلغ عدد الضحايا الذين قضوا في الشمال السوري، 2157 شخص توفوا في مناطق متفرقة من محافظتي إدلب وحلب.
متسغرباً من تأخر المساعدات الأممية إلى المنطقة مطالباً بفتح تحقيق في تأخر دخول المساعدات الأممية والدولية لأيام وتحمل المسؤولية في وفاة مزيد من السوريين، وبحاجة لمزيد من التحقيق للكشف عن السبب في هذا التأخير القاتل.
ولفت التقرير إلى أن الساعات الـ 12 إلى 24 الأولى في الاستجابة للزلازل هي ساعات مصيرية، ووصول المساعدات بعد أربعة أيام يعبر عن استهتار بحياة العالقين تحت الأنقاض، ويرسل رسالة سلبية إلى أقرباء هؤلاء مفادها التخلي عنهم، مؤكداً أن تأخر وصول المساعدات الأممية إلى شمال غرب سوريا، وترك المنظمات المدنية المحلية تواجهُ بمفردها أهوال الزلزال ومخلفاته، تسبب في زيادة عدد الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض.
وأشار التقرير إلى عدة تحديات وصعوبات واجهت عمليات توثيق الضحايا، ومن بينها أن فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان الميداني في سوريا قد تأثر بشكل كبير في المناطق التي أصابها الزلزال، كما تأثر فريقها في جنوب تركيا، وتشرد العديد منهم، الأمر الذي زاد من صعوبة عمليات التوثيق مقارنةً مع حوادث مشابهة.
فضلاً عن ارتفاع حصيلة الضحايا الذين ماتوا على امتداد مساحة جغرافية واسعة شملت كلاً من حارم وجنديرس وسلقين، وسرمدا، وغيرها في شمال سوريا، وما زالت حصيلة الضحايا في ارتفاع يومي.
وأكد التقرير أن منطقة شمال غرب سوريا، كانت من أكثر المناطق تأثراً بالزلزال، الذي بلغت شدته 7.7 على مقياس ريختر، مرجعاً السبب إلى أن المنطقة تعاني من كثافة سكانية كبيرة، بسبب أعداد المهجرين قسرياً، الذين هجروا من مناطقهم الأصلية بسبب الانتهاكات التي مارسها النظام السوري بحقهم.
وعقب نزوحهم، لم يتوقف القصف عن ملاحقتهم، بل طال حتى المخيمات التي نزحوا إليها، ووفقاً للتقرير فإن هذا الاكتظاظ السكاني واستهداف البنية التحتية والمراكز الحيوية على مدى سنوات من قبل النظام السوري وحليفه الروسي، جميع ذلك كان سبباً في أن يكون وقع الزلزال في هذه المنطقة أكبر وأكثر مأساوية وبحاجة إلى استجابة عاجلة.
وحسب ما تابعته المنصة، ذكر التقرير أن استجابة الأمم المتحدة لم تكن بشكل يتناسب مع هول الزلزال في شمال غرب سوريا، وتم تأخيرُ تفعيلِ بعض آليات الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث فيما لم تفعل آليات أخرى مثل إطلاقِ نداءات لحشد الجهود والفرق من كافة دول العالم.
وطالب التقرير بضرورة إرسال فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC) إلى المنطقة في أسرع وقت من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحريك المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ للاستجابة للتحديات التي فرضها الزلزال على أهالي منطقة شمال غرب سوريا، مطالباً بتأسيس منصة دعم دولية تتولى عمليات تنسيق المساعدات في شمال غرب سوريا، وتكون بمثابة خيار إضافي إلى جانب الأمم المتحدة.