قتل وأصيب عدة أشخاص في بلدة “عياش” بريف ديرالزور الغربي، وذلك جراء هجوم شنته قوات من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام على البلدة فجر أمس الثلاثاء.
حيث قامت الفرقة المحسوبة على ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بفرض حظر غير معلنٍ للتجوال في البلدة، إضافة إلى إغلاق جميع الطرقات المؤدية إليها لعدة ساعات قبل انسحابها منها وسط حالة من التوتر والغضب سادت المنطقة.
وعقب ذلك، هاجم الأهالي جميع مقرات الفرقة الرابعة في البلدة وقاموا بإحراقها بالكامل، مع نزول عشرات المسلحين من شباب المنطقة إلى الشوارع و قيامهم بإغلاق جميع الطرق الرئيسية داخلها وخاصة المؤدية إلى المعبر النهري غير الشرعي الذي يصل مناطق النظام بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
وأكد مراسل SY في ديرالزور، أن “القتيلين الذين سقطوا على يد عناصر ميليشيا الفرقة الرابعة يعملان لدى قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية بشكل مباشر، وهما المسؤولين عن عمليات تهريب المخدرات والمحروقات من وإلى مناطق قسد، بالإضافة إلى مسؤوليتهم عن تهريب البشر والبضائع والسلع التجارية عبر المعابر النهرية غير الشرعية الموجودة في المنطقة وبعلم قيادة فرع الأمن العسكري في ديرالزور”.
وأشار مراسلنا إلى أن “التوجيهات لاقتحام بلدة عياش وإيقاف عمليات التهريب التي تديرها ميلشيا الدفاع الوطني جاءت بأوامر من رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في ديرالزور، اللواء نضال دليلة، بالاتفاق مع قيادة ميليشيا الفرقة الرابعة بهدف السيطرة بشكل كامل على جميع المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق قسد، وبالتالي التحكم بعمليات التهريب التي تجري في المنطقة بشكل كامل”.
التوتر داخل بلدة “عياش” دفع ميليشيا “الحرس الثوري” للانسحاب من داخل البلدة والتوجه نحو معسكر عياش، الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية لها في المنطقة، مع نشر عدد كبير من عناصرها في محيطه خوفاً من اقتراب الاشتباكات إليها، مع إعطاءها توجيهات صارمة لجميع عناصرها بضرورة عدم التدخل في المشكلة بين ميليشيا الدفاع وأهالي البلدة من جهة وميليشيا الفرقة الرابعة من جهة أخرى.
وتزامنت هذه الاشتباكات مع اندلاع اشتباك مماثل بين ميليشيا الدفاع الوطني وميليشيا الفرقة الرابعة عند معبر بلدة “البغيلية النهري” الذي يصلها ببلدة الجنينة على الضفة التي تسيطر عليها “قسد”، وذلك بسبب خلافات نشبت بين الطرفين على عمليات إدخال كمية من المحروقات وقيمة الإتاوات المفروضة على المدنيين وغيرها من المسائل المتعلقة بالتهريب.
فيما تحدثت بعض المصادر الخاصة عن محاولات من قادة الأفرع الأمنية وبعض الشخصيات المحلية في مدينة ديرالزور لعقد اجتماع بين قيادة ميليشيا الفرقة الرابعة وقيادة ميليشيا الدفاع الوطني للاتفاق على بعض المسائل العالقة وحل الخلافات بينهما، والتي تطورت خلال الأشهر الماضية بشكل كبير وتسببت بمقتل وإصابة عدد من الطرفين، وسط تطمينات بعدم اعتقال قادة ميليشا الدفاع الوطني أو عناصرها المشاركين في الأحداث الاخيرة التي اندلعت في بلدة عياش بريف ديرالزور الغربي.
والجدير بالذكر أن اللجنة الأمنية والعسكرية في مدينة ديرالزور بدأت بخطوات مكثفة في اتجاه حل ميليشيا الدفاع الوطني، عبر تقليص نفوذها واعتقال عناصرها المتورطين في جرائم قتل وسرقة وتجارة مخدرات بعد سنوات من غض النظر عن تجاوزات عناصر الميليشيا وقائدها فراس العراقية، وذلك لصالح ميليشيا الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية الموالية لها والتي باتت تسيطر على أغلب المعابر النهرية في المنطقة، وكذلك على كافة الحواجز العسكرية عند مدخل المدينة وقيامها بفرض إتاوات مالية كبيرة على المسافرين والبضائع التي تدخل إليها.