أكد القاطنون في مناطق النظام السوري أن الغلاء أصبح خارج سيطرة النظام وحكومته، مشيرين بأصابع الاتهام إلى مافيات المواد الغذائية منتهية الصلاحية وإلى “الهبيشة والحرامية وتجار السوق السوداء” بالتآمر مع النظام في تجويع السوريين.
جاء ذلك على لسان الصحفي صبري عيسى، القاطن في مناطق النظام بدمشق والذي ينتقد وبشكل لاذع الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية بشكل يومي.
وقال عيسى متسائلاً “إلى أين تقودنا حكومة الطوابير؟، فقد انتشرت في الحارات القديمة مطاعم الفول والفلافل تفرش طاولاتها على الأرصفة، وفي منتصف الشارع في القيمرية وسوق ساروجة وحارات أخرى”.
وأضاف، أنه أثناء مروره يرى أحياناً هذه المطاعم مزدحمة، لأن وجبة الغذاء أصبحت تقتصر على صحن فول أو سندويشة فلافل يتيمة، وحتى هذه لم تعد متوفرة لكثير من العائلات، فالناس ودعوا صنف اللحمة بأنواعها الحمراء والبيضاء وكل الألوان.
وأشار إلى أن فطيرة الجبنة أو منقوشة الزعتر والمحمرة، أصبح سعرها يتراوح بين خمسمائة وألف ليرة سورية، ومن يتجول في الأسواق يكتشف أن معظم الناس الذين يشاهدهم ليسوا أكثر من متفرجين يديرون وجههم عن أي سلعة ويبتعدون عنها عندما يعرفون سعرها.
وتابع، نحن نعيش الآن في زمن الهبيشة والحرامية وتجار السوق السوداء، مع انتشار المواد الغذائية ذات الصلاحيات المنتهية مثل الضمائر الميتة تحت رعاية وحماية كل السفلة، حسب وصفه.
وزاد مستنكرا، نحن في زمن للمافيات قانونها الخاص خارج أي رقابة حكومية، وكل منهم يعمل على تجويعنا وقتلنا بطريقته المبتكرة، ومع الغلاء المنفلت الذي أصبح خارج السيطرة لدينا حكومة تتفرج على عذابات الناس، وتكرس وقتها كل يوم للبحث عن مطارح ضريبية تفرضها على الناس الذين يعانون من الفقر والحاجة والوقوف في طوابير الذل الطويلة أمام الأفران، ولا أحد يعرف إلى أين تقودنا هذه الحكومة، ولا أحد يملك الإجابة، وفق تعبيره.
واعتبر أن “أسوأ أنواع القهر هو أن نموت قبل أن نرى القتلة واللصوص وسارقي لقمة خبز السوريين وهم يقفون أمام العدالة، حتى لا نموت مرتين”، مضيفا “كتبته وأعدت نشره عدة مرات لتنبيه أهل الكهف (النظام وحكومته)، احذروا غضب الجياع”.
وبين الفترة والأخرى يؤكد عدد من القاطنين في مناطق النظام السوري من بينهم شخصيات إعلامية تابعة له، بأن السفر والخروج من مناطق النظام بات الحلم الأول والأخير لهم.
ومؤخراً، سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الضوء على الواقع المزري في المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، وكيف تحولت إلى مدن أشباح بسبب انقطاع الكهرباء والوقود، لافتة إلى أنه “يمكنك رؤية الناس في الشارع، يجمعون البلاستيك من أكياس القمامة، حتى أكياس القمامة نفسها، ويحرقونها”.