من جديد تتصدر الخلافات بين الفرقة الرابعة التابعة للنظام وبين ميليشيا “حزب الله” اللبناني، المتمركزة في بلدات وقرى القلمون الغربي في ريف دمشق، حسب ما أفاد به مراسلنا هناك.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل، أكد قيام أحد حواجز الحزب قرب قرية “بخعا” باعتراض رتل عسكري للفرقة الرابعة، يوم أمس.
وأضاف أن الرتل يتألف من خمس سيارات كبيرة نوع بيك آب (تويوتا) محملة بالعناصر وشاحنة محملة بالأسلحة والذخيرة والمواد الغذائية والطبية، كانت متوجهة إلى القرية.
وذكر أن الرتل قبل أن يتم إيقافه كان قادم من منطقة “الجبة”، وعند وصوله إلى الحاجز التابع للحزب أوقفه العناصر، وطالبهم بأخذ حصتهم من المواد الغذائية والطبية الموجودة ضمن الشاحنة.
غير أن المسؤول عن الرتل امتنع عن إعطاء عناصر الحزب أي شيء، ما أدى إلى احتدام الصراع بينهما وتطور الخلاف إلى إطلاق الرصاص من قبل أحد عناصر الحاجز التابعة للحزب، مستهدفاً عناصر الفرقة الرابعة.
على خلفية ذلك، استنفر الطرفان وسحبوا أسلحتهم، ودارت اشتباكات مسلحة بينهما لدقائق معدودة، ثم توقفت إثر إصابة اثنين من عناصر الرتل.
استدعت هذا الخلافات، قدوم ضباط من الفرقة الرابعة، وقيادي في الحزب المسؤول عن القرية المدعو “صادق دعبول”، وتحدثوا قليلاً، ثم انسحب الرتل، وعاد لمكانه فيما تم نقل الجريحين إلى مدينة “معلولا” للعلاج.
بعد ذلك، وحسب ما أشار إليه مراسلنا، أصدر القيادي “دعبول” أمراً بتشديد كبير على الحواجز المنتشرة في قرية “بخعا” مع تسيير دوريات حتى بعد منتصف الليل خوفا، من أي محاولة اشتباك، أو هجوم مسلح من الفرقة الرابعة، على خلفية الحادثة
في سياق متصل، لم تسلم منطقة جنوب دمشق من الخلافات أيضا والمشاجرات بين الميلشيات الإيرانية واللبنانية هذه المرة.
حيث رصد مراسلنا في المنطقة صباح اليوم، خلافات بين ميليشيا الحزب، وميليشيا الحرس الثوري الإيراني في المنطقة الفاصلة بين “السيدة زينب” و”الذيابية” جنوب دمشق، على خلفية تقاسم قسمة أموال مرابح المخدرات.
وأضاف المراسل ،أن الخلاف بدأ عقب وصول شحنة من الحبوب المخدرة إلى المنطقة، واستلمها عناصر الحزب، ثم اختلفوا مع عناصر الحرس الثوري على قسمة المرابح بين بعضهم البعض وعلى النسبة لكل طرف.
وفي التفاصيل التي أكدها المراسل، قال إن “القيادي بحزب الله، عباس الكيال، المسؤول الرئيسي عن تجارة وترويج المخدرات السيدة زينب، اختلف مع قادة الحرس الثوري، بعد سيطرته على الشاحنة، ما أدى إلى حدوث استنفار بين الطرفين، ونشر عناصر لهما قرب المكان الذي كانت فيه الشاحنة، جنب مقر لحزب الله، إذ طوق الحرس المنطقة وأصر على أخدها كاملة.
بالوقت الذي امتنع الحزب عن تسليمها لهم أو حتى إعطائهم نسبة من مربحها، ما أسفر عن استنفار واسع في المنطقة كلها، ونشر حواجز “طيارة” على الطرقات العامة والفرعية في المنطقة لكلا الطرفين، دون تدخل النظام لحل المشكلة.
يذكر أنه جرت العادة بينهما تقاسم أرباح شحنات المخدرات سابقاً، بعد أن تدخل الشاحنات إلى المنطقة، يتقاسمها الحزب، والحرس الثوري، ثم يقومون بتوزيعها في مناطق الجنوب من دمشق.
ليست هذه المرة الأولى التي تتطور فيها الخلافات بين الميليشيات الأجنبية وكذلك المحلية التابعة للنظام، بسبب تقاسم أرباح المخدرات والأموال المنهوبة من المدنيين على الحواجز، وغيرها من المسروقات، إذ رصدت منصة SY24 في تقاريرها السابقة حالات مشابهة ولاسيما في الفترة الأخيرة.