حريق ضخم اندلع داخل أحد مستودعات الذخيرة الخاصة بميليشيا “حزب الله” اللبناني، المتمركزة في جرود بلدة “قارة” بالقلمون الغربي، في ريف دمشق، وذلك مساء أمس، حسب ما وافانا به مراسلنا في المنطقة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أكد أن الحريق اندلع داخل مصنع خاص بالقذائف والحشوات والعبوات الناسفة، يضم مواد أولية ومواد سريعة الاشتعال ساعدت في تمدد الحريق بسرعة كبيرة.
فيما لم يعرف السبب وراء اندلاع الحريق، حيث بقيت النيران مشتعلة لأكثر من نصف ساعة، إلى حين وصول سيارات الإطفاء التي عملت على إخماده، وبدأ الحزب بعملية تحقيق واسعة لمعرفة السبب حول اندلاع الحريق ومن يقف وراءه.
على خلفية ذلك، أسفر الحريق عن مقتل عنصرين، وإصابة اثنين آخرين بحروق جسيمة، تم نقلهم لإحدى المشافي الميدانية في المنطقة، وبسبب سوء وضعهم الصحي تم تحويلهم إلى مشافي العاصمة دمشق، مشيراً إلى أن القتيلين أحدهم لبناني الجنسية، والآخر سوري متطوع كمرتزق في صفوف الميليشيات اللبنانية.
وأضاف المراسل، أن الحريق كان ضخماً بسبب طبيعة المواد المتفجرة والأسلحة والذخيرة الموجودة داخله، حيث اشتعلت النيران بكامل المصنع، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة، واحتراق جميع المواد والآلات داخله، بسبب قوة الحريق وسرعة اشتعاله وتمدده.
وفي سياق متصل، أثرت الثلوج ومياه الأمطار في منطقة القلمون وخاصة المنطقة الحدودية، على التحصينات والخنادق التي قام الحزب بإنشائها في الفترة الأخيرة حول مقراته العسكرية.
وقال مراسلنا: إن “أكثر الأماكن تضرراً هي بلدات رنكوس، وعسال الورد، والجبة، حيث غمرت مياه الأمطار ومياه ذوبان الثلوج، خنادق يصل طولها ل 100 متر”.
وكان الحزب سابقاً قد حفر الخنادق والأنفاق في محيط مقراته، ومستودعاتها العسكرية لتحصينها، وبعضها استخدمه لتخزين الأسلحة والصواريخ والآليات الثقيلة فيها.
كما أن عدد من الخنادق المحيطة في المقرات القريبة من بلدة عسال الورد الحدودية، كان يستخدمها لوضع الآليات المتطورة والصواريخ الذكية داخلها، لتفادي استهدافها من قبل الطيران الاسرائيلي، وفي ذات السياق نقل مراسلنا في وقت سابق أن “حزب الله” بات في الآونة الأخيرة يعتمد على نشر صواريخ و”أنظمة دفاع جوي” على الشريط الحدودي في مناطق سيطرته بالقلمون الغربي، وتدريب عناصره على استخدام هذه الصواريخ والمنظومات بشكل عالي الدقة.
حيث تضررت غالبية الخنادق والأنفاق التي تم حفرها خلال الأشهر الماضية، وخاصة التي قام الحزب بتدعيمها وتطويرها، حيث أصبحت التربة لزجة، وغير مدعمة كما كانت.
وكذلك أثرت مياه الأمطار عدد كبير من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة التي قام الحزب أيضاً بزراعتها في محيط مقراته، ما أدى إلى تخريبها وإبطال فعاليتها بسبب المياه الغزيرة.
وأضاف المراسل أن تلك الأسباب جعلت الميليشيا تفكر في طريقة لتفادي المزيد من الأضرار، إذ قام الحزب خلال الأيام الماضية، بحملة واسعة لإعادة تحصين مقراته وتدعيم الخنادق والأنفاق، عن طريق وضع مخطط وتدعيمها الإسمنت والحديد المسلح.
يذكر أن ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، تعد القوة الأبرز في منطقة “القلمون”، وتقيم العشرات من حواجزها في القرى والبلدات الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان، منذ بسط نفوذها على المنطقة في 2014 إلى يومنا هذا، وتحكم السيطرة عليها بإنشاء النقاط العسكرية وتعزيز قواتها فيها، لما للمنطقة من أهمية كبيرة، كونها حدودية مع لبنان.