أكد القاطنون في مناطق النظام السوري أن راتبهم الشهري لم يكفي لشراء الخبز، في ظل غلاء الأسعار وانهيار الليرة السورية مقابل الدولار.
جاء ذلك تعقيباً على ما تحدث به مسؤول برنامج الأغذية العالمي في سوريا، روس سميث، بأن الأزمة الاقتصادية في البلاد تزداد سوءاً عاما بعد عام.
وأشار سميث إلى أن متوسط الراتب الشهري في سوريا، لم يعد يكفي سوى لثلاثة أيام فقط من الأغذية، خاصة بعد أن شهدت ارتفاعاً في الأسعار بمقدار عشرة أضعاف خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأفاد بأن كارثة الزلزال جاءت في الوقت الذي يعاني فيه 12.1 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، فيما يقف حوالي 3 ملايين آخرين على شفا هوة انعدام الأمن الغذائي.
وفي هذا الجانب، تعالت أصوات القاطنين في مناطق النظام تعبيراً عن سخطها الشديد من الراتب الشهري الذي يحصلون عليه من مؤسسات ودوائر النظام الحكومية.
وأجمع كثيرون على أن المعاناة ذاتها التي يعانيها سواء الموظف الحكومي أو من يعمل في القطاع الخاص أو حتى في المجال الحر، معربين عنه المخاوف مع حلول شهر رمضان المبارك بسبب جشع التجار وغياب أي رقابة على الأسعار.
وتساءل البعض الآخر، ماذا تفعل 100 ألف ليرة سورية لربّ أسرة مكونة من أم وأب و3 أطفال؟، في إشارة إلى الواقع المعيشي الذي يواجهون وغياب أي حلول اقتصادية مخففة للمعاناة تلوح في الأفق.
ولفتوا إلى أن الراتب لا يكفي سوى لطبخة واحدة في اليوم أو لطبختين على مدار يومين، أو حتى لا يكفي لطبابة أو للفواتير أو حتى الأدوية والمواصلات، كما أنه لا يكفي إلا لـ 3 أيام فقط لو أردنا التقنين، حسب تعبيرهم.
وتهكم آخرون بالقول “صامدون.. المهم أولاد المسؤولين ينعمون بالحياة وباقي البشر تموت لا يهم”.
وتتزامن تلك الشكاوى من الراتب الشهري مع استمرار انهيار العملة السورية أمام العملات الصعبة، إذ سجل سعر صرف الدولار في أسواق دمشق وحلب اليوم، 7425 ليرة سورية للمبيع، و7350 ليرة سورية للشراء.
وفي أسواق إدلب وصل سعر صرف الدولار إلى 7350 ليرة سورية للمبيع، مقابل 7250 ليرة سورية للشراء، وفي أسواق الحسكة 7340 ليرة سورية مبيع، مقابل 7240 ليرة سورية شراء.
بينما سجل غرام الذهب من عيار 21، سعر مبيع 369 ألف ليرة سورية، وسعر شراء 368 ألف ليرة سورية، في حين وصل سعر مبيع غرام الذهب من عيار 18 إلى 316286 ليرة سورية، و315286 ليرة سورية، حسب نشرة الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق.
يذكر أن الظروف الاقتصادية المتردية في مناطق النظام السوري، دفعت إلى السخرية مؤخرًا من “الراتب الشهري” الذي يحصل عليه المواطن المقيم في تلك المناطق، معبرين عن تهكمهم بعبارة “لا يصلح للاستخدام سوى مرة واحدة!”.