باشرت الميليشيات الإيرانية المسلحة المتواجدة في مدينة ديرالزور بإخراج قادتها الأجانب مع عائلاتهم من منازلهم في المدينة وعلى وجه السرعة، بعد ساعات من هجوم شنته طائرات حربية مجهولة الهوية يعتقد أنها اسرائيلية، استهدفت فيه منزلاً يعود لأحد قادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني وسط حي الحميدية في ديرالزور.
الميليشيات الإيرانية استخدمت في عملية إجلاء قادتها وعائلاتهم سيارات أجرة مدنية وأخرى خاصة وحافلات نقل عمومية وشاحنات صغيرة لنقل الخضار “سوزوكي”، وقامت بنقلهم على دفعات إلى خارج المدينة باتجاه قرى وبلدات الريف الشرقي وبشكل فوري، خوفاً من استهداف الطيران الاسرائيلي لهؤلاء القادة أثناء عملية إخراجهم من المدينة.
وقال مراسلنا في ديرالزور: إن جميع قادة المليشيات الإيرانية الأجانب تم إخلائهم من المدينة بما فيهم موظفي المركز الثقافي الإيراني، ومسؤولي منظمة “جهاد البناء” الإيرانية، بالإضافة إلى عدد من مشرفي منظمة “كشافة المهدي” التابعة لمليشيا حزب الله اللبنانية، حيث تم نقلهم إلى الريف الشرقي باتجاه مواقع ومنازل سرية جديدة خوفاً من تعرضهم للاستهداف.
المراسل نقل عن شهود عيان قولهم أن هذه الميليشيات أخلت كافة مقراتها العسكرية الموجودة في المدينة بشكل تام، وطلبت من منتسبيها المحليين البقاء في منازلهم بشكل مؤقت ورفع أعلام النظام فوق تلك المباني لتجنب تعرضها لقصف من الطيران الإسرائيلي أو طيران التحالف الدولي، فيما أبقت على عدد من حراس تلك المقرات والمراكز التابعة لها مع تعليمات بارتداء اللباس العسكري الخاص بقوات النظام.
تحركات الميليشيات الإيرانية في ديرالزور قابلها تحرك مماثل في المدن والبلدات التي تسيطر عليها في ريف المدينة الشرقي، حيث استنفرت هذه الميلشيات عناصرها بشكل مباشر وقامت بنقل بعض قادتها إلى أماكن مجهولة خوفاً من تعرضهم لعمليات اغتيال، فيما قامت بتغيير عناصر الحماية عليهم واستبدال المنتسبين المحليين بآخرين أجانب من الجنسية الأفغانية والباكستانية والعراقية.
وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر إعلامية أن المنزل المستهدف تم الاستيلاء عليه قبل عدة أيام من قبل ميليشيا الحرس الثوري الإيراني بعد أن قامت بإخلاء المربع الأمني في شارع بورسعيد بالقرب من كلية التربية عقب تعرض الموقع لعدة غارات جوية إسرائيلية، بالإضافة إلى نشر وسائل الإعلام المحلية معلومات حساسة عن هذا المربع، بالتزامن مع تبديل جميع حراس المواقع والمقرات المحليين بآخرين عراقيين وأفغان خوفاً من تسرب أي معلومات حول قادة الميليشيات وتحركاتهم.
وأكدت هذه المصادر أن الغارة تسببت بمقتل أحد قادة ميليشيا الحرس الثوري إيراني الجنسية بالإضافة إلى مقتل عدد من منتسبي الميليشيا المحليين وتدمير المنزل بشكل كامل، وسط استنفار من قبل قوات النظام والميليشيات المسلحة في ديرالزور وفرض طوق أمني شديد حول مكان الغارة، وأيضاً عند المشفى العسكري حيث تم نقل القتلى والجرحى إليه بشكل فوري.
فيما شهدت هذه الحادثة حالة من الغضب والاستياء في صفوف أبناء ديرالزور الذين طالبوا بضرورة إخراج الميليشيات المسلحة من المدينة، وإخلاء كافة مقراتهم العسكرية المتواجدة وسط الأحياء السكنية وخاصة مستودعات الأسلحة والذخائر، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين في ظل الاستهداف المتكرر الذي تتعرض له هذه المواقع من قبل الطيران الإسرائيلي وطيران التحالف الدولي.