اتهم أهالي ريف ديرالزور الغربي ميليشيا الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية بالوقوف وراء اختفاء عدد من أبناء المنطقة في البادية أثناء جمعهم الكمأة وقيام هذه الميليشيات بتصفيتهم جسدياً، وذلك على خلفية التوتر الأخير الذي حصل بين أبناء قرية عياش وميليشيا الفرقة الرابعة إثر قيام الأخيرة بقتل اثنين من شباب البلدة بتهمة العمل بالتهريب دون دفع إتاوات لها، ما دفع أهالي البلدة لحرق كافة مقرات الميليشيات فيها وطردها من المنطقة بشكل نهائي.
أبناء عشيرة “البوسرايا” التي تشكل أغلب سكان قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي: قالوا إن الميليشيات الإيرانية هي من قامت بخطف 12 من أبنائهم قبل عدة أيام أثناء بحثهم عن الكمأة بالقرب من جبل البشري في بادية ديرالزور الغربية، مع تخوفهم من قيام هذه الميليشيا بإعدامهم أسوةً بعمليات الإعدام التي نفذتها بحق المدنيين من أبناء بلدة السفيرة بريف حلب، وأيضاً عدد من شباب ريف حماة الشرقي أثناء خروجهم للبادية بحثاً عن الكمأة قبل عدة أيام.
وأفاد مراسل SY24 في ريف ديرالزور الغربي، بأن الميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة منعت أهالي المنطقة من الخروج للبحث عن أقاربهم الذين اختفوا قبل أيام بالقرب من جبل البشري، وهددت باستهدافهم في حال تجاوز نقاط المراقبة المتقدمة الخاصة بهم في البادية، وسط معلومات تتحدث عن توقيف الشرطة المدنية والأمن الجنائي لعدد من شباب المنطقة ومصادرة بعض السلاح الذي يملكونه بدعوى أنه غير مرخص.
المراسل أكد سعي هذه الميليشيات لمصادرة كافة أنواع الأسلحة المتواجدة لدى أبناء عشيرة “البوسرايا” في ريف ديرالزور الغربي، وتصفية واعتقال المسؤولين عن الحراك الشعبي الذي نفذوه ضد الميليشيا في محاولة منها الانتقام منهم بسبب إهانة قادة وضباط الميليشيات ورفضهم دخوله إلى بلداتهم وقراهم بشكل تام.
في الوقت الذي هدد فيه أبناء الريف الغربي باستهداف تجمعات الميليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة في المنطقة بشكل كامل واستهداف نقاط المرابطة الخاصة بهم في البادية السورية، في حال استمرت هذه الميليشيات باستهداف المدنيين واختطافهم وتصفيتهم جسدياً، مع رفض هذه الميليشيات تلك الاتهامات وتوجيه أصابع الاتهام لتنظيم داعش بالوقوف وراء خطف وتصفية جامعي الكمأة في البادية السورية.
“علي الحسين”، من أهالي بلدة الشميطية في ريف ديرالزور الغربي، ذكر أن “أبناء المنطقة باتوا متأكدين من أن الميليشيات الإيرانية ومن خلفها ميليشيا الفرقة الرابعة هم من يقفون وراء خطف أقاربهم بالقرب من جبل البشري قبل عدة أيام، وذلك لأنهم منعوا من الخروج للبحث عنهم مع تهديدنا باستهداف سياراتنا بالرصاص في حال عبرنا مناطق سيطرتهم”، على حد قوله.
وقال في حديثه مع مراسل منصة SY24 في الريف الغربي، إن “هذه الميليشيات تريد السيطرة التامة على المنطقة ولا تريد لأحد أن يحقق أي ربح مادي إن كان بالتهريب أو جمع الكمأة أو حتى بيع المحروقات والطحين، ولهذا فإنها تسعى لاستهدافنا بالقتل والاعتقال مع تهديدها باقتحام المنطقة بالكامل، إلا أنها لا تعلم أن جميع أبناء المنطقة مستعدين للدفاع عن أنفسهم”.
وأضاف أن “قادة ومسؤولي النظام وبعض أعضاء مجلس الشعب من أبناء الريف الغربي تدخلوا لحل الخلافات مع ميليشيا الفرقة الرابعة وطالبوا بالجلوس معهم والسماح لهم بالعودة إلى المنطقة، وهو ما رفضناه بشكل تام مع إصرارنا على تسليم المسؤولين عن قتل الشابين من أبناء قرية عياش إلى المحاكمة العلنية وإعدامهم أمام أعيننا، وإيقاف الاستهداف المباشر من قبل تلك المليشيات لأبناء المنطقة”.
ويشار إلى استمرار المليشيات الإيرانية وميليشيا الفرقة الرابعة بالسيطرة على كافة المعابر النهرية غير الشرعية مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الشرقي، والتي تستخدمها في تهريب المحروقات وبعض أنواع السلع و البضائع التجارية، بالإضافة إلى قيامها بنقل كميات كبيرة من المخدرات والحبوب المخدرة إلى مناطق شمال شرق سوريا بالتعاون مع عدد من المهربين وبعض قادة “قسد”، الذين يسهلون دخول هذه المواد مقابل حصولهم على نسبة معينة من الأرباح.