شهدت مدينة ديرالزور، خلال الأيام الماضية، هطولات مطرية غزيرة تشكل على إثرها العديد من البرك والمستنقعات المائية داخل الأحياء السكنية وفي الساحات العامة، نتيجة انسداد قنوات الصرف الصحي وعدم قيام مجلس بلدية المدينة التابعة للنظام بإعادة تأهيلها، بالرغم من التحذيرات التي أطلقتها منصات الأرصاد الجوية من إمكانية تشكل السيول والمستنقعات جراء الأمطار.
أهالي المدينة أعربوا عن خوفهم من أن يؤدي تشكل هذه المستنقعات إلى انتشار العديد من الأمراض المنقولة عبر الحشرات والقوارض التي تتكاثر حولها، بالإضافة إلى وصول كميات كبيرة من المياه الملوثة إلى داخل محطات تحلية وتصفية المياه والتي تسببت بتعكرها وتغيير لونها، ما أثار خوف الأهالي من استعمالها والتوجه لاستعمال مياه الشرب المعدنية التي ارتفع سعرها بشكل كبير نتيجة الطلب المتزايد عليها.
مراسل منصة SY24 في ديرالزور أشار إلى أن غالبية المستنقعات المائية التي تشكلت بفعل الأمطار انتشرت في الأحياء التي سيطر عليها النظام مؤخراً، والتي تشهد إهمالاً كبيراً من قبله مع عدم قيام مؤسساته بإصلاح نظام الصرف الصحي فيها وإعادة تأهيله بعد تضررها بفعل القصف والمعارك التي شهدتها طوال فترة سيطرة المعارضة السورية ومن بعدها تنظيم داعش عليها، على الرغم من عودة العديد من المدنيين إلى منازلهم.
المراسل أكد أن هذه المستنقعات تشكلت في مناطق رمي القمامة ما أدى إلى انتشار روائح كريهة وتجمع الحشرات والقوارض حولها، ورفض مجلس بلدية المدينة القدوم إلى المنطقة وتصريف المياه ونقل القمامة إلى الأماكن المخصصة لها بسبب تخوفهم من وجود ألغام ومخلفات حربية في المنطقة.
“أم أحمد”، من سكان حي الحميدية وسط المدينة، ذكرت أن “سكان المدينة باتوا يكرهون الأمطار بسبب انسداد قنوات الصرف الصحي فيها وعدم صيانتها بشكل دائم من قبل بلدية المدينة، الأمر الذي تسبب تشكل البرك والمستنقعات في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية ما قد يشكل خطراً على حياة الأهالي، مع انتشار الأمراض التي تنقلها الحشرات التي تتجمع عند هذه المستنقعات”، على حد تعبيرها.
وفي حديثها مع منصة SY24 قالت:” يبدو أن حال المدينة سيبقى كما هو في ظل سيطرة النظام وميليشياته المسلحة عليها، لأن البنية التحتية لها باتت أسوأ بكثير مما كانت عليه سابقاً لعدم قيام مؤسسات النظام بواجباتها وصيانة قنوات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه واستبدال الانابيب المكسورة بأخرى جديدة، ولهذا فإن مياه الشرب النظيفة باتت أيضاً من الأشياء نادرة الوجود في المدينة”.
وأضافت:” مع تلوث المياه يظهر جشع التجار الذين قاموا برفع أسعار مياه الشرب المعدنية لعدة أضعاف مستغلين حاجة الأهالي لها وخاصة الأطفال والمرضى، وسط تجاهل مؤسسة التموين وحماية المستهلك لهذه التصرفات نتيجة حصول موظفيها على رشاوى من هؤلاء التجار بشكل دائم لتجاهل أي خالفات يقومون بها”.
ويذكر أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له قد استطاعت السيطرة على كامل مدينة ديرالزور بعد انسحاب تنظيم داعش من الأحياء التي كان يسيطر عليها في أواخر عام 2017، وعدم قيامه طوال السنوات الماضية بصيانة قنوات الصرف الصحي وإعادة تأهيل البنية التحتية لهذه الأحياء بالرغم من عودة عشرات العائلات للسكن في منازلهم فيها.