كيف عززت إيران بسط سيطرتها في المدن الساحلية السورية؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أكد عدد من المهتمين بالشأن الإيراني وتواجد الميليشيات على الأرض السورية، بأن إيران تضع أمام أعينها السيطرة وبسط النفوذ في مناطق الساحل السوري لما لها من أهمية اقتصادية وحتى أمنية بالنسبة لها.

 

وحسب تقارير غربية تابعتها منصة SY24، فإنه في السنوات السابقة، تجنبت إيران الانتشار المباشر والوجود في المدن الساحلية السورية، بينما استمرت في التحرك بطريقة محدودة باستخدام أدواتها الناعمة، ويرجع ذلك إلى الوجود الروسي في سوريا، والذي كان أحد العوامل الرئيسية التي حدت من الانتشار الإيراني المباشر على الساحل السوري.

 

وتضيف التقارير الغربية، أنه على الرغم من البيئة السياسية والاقتصادية والعسكرية الدولية والمحلية التي سمحت لإيران بالعمل مباشرة على الساحل السوري خلال عام 2022 ، فضلت طهران مواصلة وجودها باستخدام أدوات ناعمة مختلفة على الأقل خلال الربعين الأولين من عام 2022 بالتزامن مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا.

 

وفي هذا الجانب يقول الحقوقي المهتم بتوثيق ما تمارسه إيران وميليشياتها في سوريا، عبد الناصر حوشان، إن إيران عززت تواجدها في المدن الساحلية السورية عبر مسارين: الأول انتشار المعممين في مناطق الجبل والساحل ونشر التشيّع، والثاني عبر الميليشيات الطائفيّة التي ارتبطت بها.

 

كما عملت على تعزيز ذلك من خلال العقود التجارية والاقتصادية التي أبرمها النظام مع شركات التطوير  العقاري الإيرانية، وعقود إعادة تشغيل المشاريع الاقتصادية المتعثرة وكان أهمها في طرطوس المباقر والمداجن و التي أصبحت مصانع للمخدرات، إضافة إلى مشاريع إعادة ترميم المزارات و “المقامات الدارسة” أي التي مضى عليها الزمن مثل المقابر التاريخية و المساجد المهدّمة و التكايا الخراب التي لم تستخدم من مئات السنين.

وأشار إلى أنه في مصياف هناك معامل تطوير الصواريخ الإيرانية، وفي وادي جهنم بالقرب من صافيتا هناك مشاريع تصنيع عسكري تتبع لإيران.

 

ويرى مراقبون غربيون، أنه قبل انخراط روسيا مع أوكرانيا، حاولت إيران التمركز على الساحل السوري، وكانت محاولاتها الأولية تتمثل في استخدام مستودعات الموانئ لتخزين صواريخ متوسطة وطويلة المدى.

وفي بداية عام 2021 ، لوحظت زيادة ملحوظة في التحركات الإيرانية في العديد من المناطق الساحلية ، وهو ما أكده عودة الهجمات الإسرائيلية المباشرة على الساحل السوري ، والتي كان أولها في نيسان 2021.

من جانبه، قال الخبير العسكري العقيد أحمد حمادة لمنصة SY24، إن “إيران تريد تعزيز مواقعها في كل المدن السورية وخاصة الساحلية، كون الساحل السوري كان محط أنظار لإيران وبخاصة ميناء اللاذقية ليكون نقطة لتهريب البضائع والنفط والأسلحة، ورأينا كيف استخلص الروس هذا الميناء بعد قصفه من إسرائيل، كما تضع عينها على ميناء بانياس النفطي من أجل تهريب النفط”.

وزاد موضحاً، أنه إيران تعزز وجودها في المدن الساحلية من خلال الأعمال الناعمة التي تعتمدها للسيطرة على  الساحل، لما له من أهمية وواجهة بحرية لها، إضافة إلى نشر التشيّع مستغلة وجود بعض الحاضنة والأشخاص القريبين من العقيدة الإيرانية في تلك المنطقة، حسب تعبيره.

كما أن إيران تستغل حاجة الناس من خلال الجمعيات الإنسانية، بحجة مساعدة الناس بهدف السيطرة  بشكل كبير، حسب حمادة، الذي بيّن أن الساحل له أهمية كبيرة بالنسبة لإيران بسبب الموانئ وبسبب رغبتها بتمدد مشروعها من العراق إلى لبنان إلى سوريا عبر تلك الموانئ أيضاً.

وشهد عام 2022 أكبر انتشار إيراني في المناطق الساحلية ، وذلك بالتزامن مع تحريك روسيا للعديد من قواتها لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا،  مع تزايد الهجمات الإسرائيلية المباشرة على محافظتي اللاذقية وطرطوس، حيث شهد عام 2022 أكبر عدد من الهجمات الإسرائيلية على المناطق الساحلية، وفق التقارير الغربية المتطابقة.

وبداية عام  2022، وضعت إيران يدها على “مبقرة زاهد” في طرطوس، وذلك بموجب عقد استثمار أبرمته مع النظام السوري مدته 25 عامًا، وسط ردود فعل رافضة من سكان المنطقة لهذا العقد.

وأعرب سكان طرطوس عن رفضهم لتأجير “المبقرة” للإيرانيين، وذلك خشية من أن يتم تحويلها إلى مقر عسكري فتكون بذلك هدفًا محققًا للغارات الإسرائيلية، أو من أن يتم تحويلها إلى مزرعة لزراعة المخدرات، حسب تعبيرهم.

ومنذ انتهاء ما تسمى “الانتخابات الرئاسية”، أواخر أيار الماضي 2021، وفوز رأس النظام “بشار الأسد” بولاية جديدة لحكم سوريا، بدأت إيران تتغلغل وبشكل ملحوظ في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتجارية وبضوء أخضر من النظام السوري.

وبين الفترة والأخرى يُعرب القاطنون في مناطق النظام عن سخطهم من التواجد الإيراني والروسي معا على الأراضي السورية، ومؤخراً أكدت مصادر من داخل مناطق النظام السوري أن هناك تنسيقاً واضحاً بين روسيا وإيران لحماية ميليشياتها وتفادي الضربات الإسرائيلية، واصفين ما يجري على الأرض السورية بـ “المسرحية”.

مقالات ذات صلة