بادر العديد من سكان ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بإطلاق العديد من المبادرات الفردية بهدف جمع التبرعات لمساعدة العائلات الفقيرة بمناسبة قدوم شهر رمضان، في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها المنطقة وغلاء أسعار جميع المواد والسلع التجارية وغذائية وارتفاع معدل البطالة بين شباب المنطقة.
المبادرات الأهلية تمثلت بجمع تبرعات مالية من الأشخاص الميسورين والتجار وشيوخ عشائر المنطقة وتجهيز سلال غذائية يتم توزيعها على العائلات المحتاجة في قرى وبلدات ريف ديرالزور، بالإضافة إلى توزيع بعض هذه السلال على المخيمات العشوائية المنتشرة في المنطقة بإشراف لجان خاصة تم تشكيلها من أئمة المساجد وبعض الوجهاء وبمساعدة متطوعين من الشباب والفتيات.
حيث أعلنت مجموعة “ساعد الخيرية” المحلية في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي عن تجهيز 300 سلة غذائية بغرض توزيعها على العائلات الفقيرة في المدينة والريف المحيط بها بمناسبة قدوم شهر رمضان، في حملة جديدة بالنسبة للمجموعة التي أطلقت سابقاً عدة حملات لمساعدة المحتاجين من أبناء المدينة وبجهود شخصية عبر تبرعات محلية أو خارجية.
في الوقت الذي قدم فيه أحد أبناء بلدة ذيبان بريف ديرالزور الشرقي مبلغ 265 مليون ليرة سورية كتبرع للمحتاجين من أبناء البلدة والمخيمات العشوائية المحيطة بها، بالإضافة إلى قيام شخص آخر من أهالي بلدة غرانيج بالتبرع بمبلغ 30 مليون ليرة سورية بغرض شراء بعض المواد الأساسية وتقديمها للعائلات المحتاجة في البلدة بمناسبة قدوم شهر رمضان.
المبادرات الأهلية التي أطلقها أبناء ريف ديرالزور جاءت في الوقت الذي يعاني فيه سكان المنطقة من ظروف معيشية صعبة في ظل انعدام فرص العمل الحقيقية في المنطقة وانهيار الليرة السورية، وعدم توافر فرص عمل حقيقية للشباب الذين اضطر معظمهم للهجرة خارج المنطقة بهدف البحث عن حياة أفضل.
“سليمان الأحمد”، أحد القائمين على أحد هذه المبادرات الأهلية في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “معظم التبرعات التي وصلتهم بغرض توزيعها على العائلات الفقيرة بمناسبة قدوم شهر رمضان جاءت من قبل أشخاص مغتربين يقيمون في دول الخليج أو في أوروبا، بينما وصلت كميات أقل من المتبرعين المقيمين في تركيا أو الشمال المحرر”، على حد قوله.
وقال “سليمان” في حديثه مع منصة SY24، إن “معظم أهالي المنطقة يعانون من أوضاع معيشية سيئة وبالذات مع انعدام المساعدات الإنسانية التي من المفترض أن تقدمها المنظمات الدولية والإغاثية إلى المنطقة، ما خلق فجوة كبيرة بين الأهالي دفعتنا للتحرك من أجل سدها وتأمين المستلزمات الضرورية لاخواننا المحتاجين في هذا الشهر الفضيل”.
وأضاف أن “كل سلة تحتوي على بعض السلع الأساسية التي تحتاجها هذه العائلات في شهر رمضان مثل الزيت والأرز والعدس والسكر والشاي وبعض أنواع المعلبات وغيرها من البقوليات، بالإضافة إلى وجود خطة لدينا لتقديم ربطة خبز مجانية بشكل يومي لعدد من العائلات المحتاجة طوال فترة شهر رمضان، والاستعداد لتقديم ألبسة للأطفال عند نهاية الشهر وقدوم عيد الفطر المبارك”.
والجدير بالذكر أن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا، تعاني من أوضاع معيشية سيئة في ظل انعدام توزيع أي مساعدات إنسانية على المحتاجين، لعدم تواجد أي منظمة إغاثية دولية في المنطقة واقتصار عمل هذه المنظمات على مخيمي الهول وروج للنازحين، في الوقت الذي ترفض فيه المنظمات الإغاثية العمل في بقية مدن وبلدات المنطقة وخاصة في ريف ديرالزور بحجة انعدام الأمن واستمرار نشاط الخلايا التابعة لتنظيم داعش فيها وتهديدهم إياها بشكل دائم.