اشتكى أهالي مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام وميليشيات روسيا وإيران، من ارتفاع في نسبة تلوث مياه الشرب التي تضخها محطات التحلية في المدينة، وذلك على خلفية الأمطار والسيول التي ضربت المنطقة خلال الأيام الماضية، وعدم قيام مؤسسة المياه بإعادة تأهيل تلك المحطات وإصلاح المتوقف منها.
تلوث المصدر الرئيسي والوحيد للمياه في المدينة تسبب بارتفاع في حالات الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي وخصوصاً لدى الأطفال، مع زيادة واضحة في عدد الإصابات بالكوليرا وسط تدني جودة الخدمات الطبية المقدمة للأهالي من قبل المشافي والمراكز الصحية الحكومية وارتفاع قيمة المعاينات لدى المراكز الخاصة.
ونقل مراسل SY24 في مدينة ديرالزور عن أحد الموظفين في مشفى “الأسد” الحكومي، قوله: إن “عدد حالات الإصابة بالإسهال الحاد والمزمن قد وصلت إلى أكثر من 60 حالة منذ بداية شهر رمضان غالبيتها من النساء والأطفال، نتيجة مياه الشرب الملوثة التي يستخدمها الأهالي مع عدم قدرتهم على شراء المياه المعدنية المعلبة بسبب ارتفاع سعرها”.
وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن إدارة المشفى شددت على الموظفين بضرورة عدم الإفصاح عن أعداد المصابين بالأمراض الناجمة عن تلوث المياه، والعمل على الإسراع في معالجتها وإعطائهم بعض أنواع الأدوية بشكل شبه مجاني، وذلك تجنباً لنشر أي معلومات حول هذه الأمراض وسبب عدم قيام النظام بمعالجة هذه المشكلة إلى الآن.
“أم هاني”، من سكان حي القصور في مدينة ديرالزور، ذكرت أن “المياه التي تصل إلى منازلهم ليست صالحة للشرب لاحتوائها على شوائب وأتربة كثيرة وتغير لونها إلى البني القاتم، بالإضافة إلى وجود رائحة كريهة تصدر منها وخاصة إن تم إبقائها في العبوات البلاستيكية مدة طويلة، ما دفع الأهالي إلى شراء المياه المعدنية باسعار مرتفعة نتيجة زيادة الطلب عليها”، على حد قولها.
وقالت في حديثها مع مراسل SY24، إن “المدينة ما تزال تعاني منذ سنوات من مشكلة تلوث مياه الشرب وعدم قيام مؤسسات النظام بإصلاح الأعطال التي أصابت محطات تحلية المياه، وعدم تنظيف خزانات المياه الرئيسية وتبديل الأنابيب التالفة بأخرى جديدة وبالذات مع الأمطار والسيول التي ضربت المنطقة، وتخوف الأهالي من وصول بعض الحيوانات النافقة إلى تلك الخزانات وتلوثها بالكامل”.
وأضافت أن “الوضع الصحي في مدينة ديرالزور بات يشكل هاجساً للأهالي مع ارتفاع عدد المصابين بالكوليرا في ظل غياب اللقاحات المضادة له، وامتناع مؤسسات النظام الصحية عن إعطائها للسكان من أجل بيعها في السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ناهيك عن استفادة التجار المقربين من قادة الأفرع الأمنية من بيع عبوات المياه المعدنية بسعر مرتفع”.
والجدير بالذكر أن أعداد المصابين بالكوليرا في مناطق سيطرة النظام بدير الزور قد ارتفعت بشكل ملحوظ منذ نهاية العام الماضي، وذلك نتيجة تدني مستوى الخدمات الطبية المقدمة للأهالي وتضرر قنوات الصرف الصحي وتشكل البرك والمستنقعات المائية داخل الأحياء السكنية وتجمع الحشرات الناقلة للأمراض حولها، وسط تجاهل تام لمؤسسات النظام الصحية وعدم اكتراثها بإصلاح الأعطال التي أصابت شبكات المياه والصرف الصحي نتيجة القصف الذي نفذته قوات النظام على أحياء المدينة خلال السنوات الأولى من الثورة.