أكدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن أزمة اللجوء السوري ما تزال من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، محذرة من أن احتياجات النازحين والمهجرين وصلت إلى أعلى مستوياتها.
وذكرت المفوضية الأممية في تقرير اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، اليوم الإثنين، أنه في ظل الأعداد المتزايدة لحالات الطوارئ الإنسانية ومدى حدتها، تطلق حملتها الرمضانية لهذا العام لحشد الدعم المالي الذي تشتد الحاجة إليه، بهدف تلبية الاحتياجات المتنامية للأشخاص المهجّرين قسراً حول العالم.
وأضافت، أنه في العام الماضي، نزح أكثر من 100 مليون شخص قسراً من ديارهم جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولفتت إلى أن الكثير من اللاجئين والنازحين يكافحون منذ سنوات من أجل تدبر أمورهم المعيشية، حيث لا تزال العديد من الأزمات قائمةً بانتظار حلول لها.
وتابعت أنه بعد مرور 12 عاماً على الأوضاع في سوريا، وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى ذروتها.
ومع استمرار وجود أكثر من 14 مليون سوري ممن اضطروا للنزوح داخل أو خارج البلاد، لا تزال هذه واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، حسب وصفها.
واعتبرت أن الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا مؤخراً، فاقمت من مستوى المعاناة والاحتياجات الإنسانية بالنسبة لملايين السوريين الساعين لحماية أسرهم وإعالتها.
وبيّنت أن تأثير الزلازل في تركيا طال منطقة يبلغ عدد سكانها 15 مليون شخص، من بينهم العديد من اللاجئين السوريين والمجتمعات التي تستضيفهم بسخاء منذ 12 عاماً.
وفي سوريا، يعيش 8.8 مليون شخص، بما في ذلك عائلات كانت قد نزحت مسبقاً من ديارها بسبب الأزمة التي طال أمدها في البلاد، في مناطق متضررة، وفي وقت وصلت فيه احتياجاتهم إلى أعلى مستوياتها، حسب التقرير.
ونبّهت من أن نداءات التمويل المتتالية الخاصة بوضع اللاجئين السوريين تعاني من نقص حاد في التمويل، وهو ما يقوض جهود الوكالات الإنسانية، بما في ذلك المفوضية، للوصول إلى كافة الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم.
وحول ذلك قال الناشط في المجال الإنساني، “يوسف القاسمي” لمنصة SY24، إن تداعيات الزلزال المدمر ما تزال آثارها مستمرة على السكان شمالي سوريا، ومما فاقم المعاناة هو حلول شهر رمضان بالتزامن مع الوضع الاقتصادي المتردي، خاصة وأن كثيرين تضررت منازلهم وباتوا يقطنون الخيام، داعياً المنظمات لزيادة الدعم الإغاثي للتخفيف من معاناة سكان تلك المنطقة.
ولفت إلى أن من كان يقطن في المدن التركية التي تضررت بسبب الزلزال أيضا، لا تقل ظروفه مأساوية عن قاطني الشمال السوري، حيث هناك الكثير من العائلات فقدت المعيل أو الأطفال تحت الأنقاض، ومن بين العائلات من اضطر للعودة إلى الشمال أو انتقل إلى مدن أكثر أمنا، وسط ظروف اقتصادية سيئة كذلك.
ويواجه السوريون في تركيا أو من هم في الشمال السوري، ظروفا متردية من جراء تبعات الزلزال المدمر الذي تسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة جداً، وسط استمرار المناشدات للمنظمات والجهات الأممية لمد يد العون للسوريين المنكوبين من جراء الزلزال.
الجدير ذكره، أنه في الـ 6 من شباط/فبراير الماضي، وحسب ما نشرت منصة SY24، تم إعلان الشمال السوري منطقة منكوبة وفق الدفاع المدني السوري، إضافة إلى إعلان مدينة جنديرس بريف عفرين منطقة منكوبة بسبب الزلزال.