تتزايد أعباء المرأة العاملة في شهر رمضان، وتتضاعف مسؤوليتها داخل المنزل، فضلاً عن عملها في الخارج، بسبب ضيق الوقت وتعدد المهام اليومية، من تحضير مائدة الإفطار، بعد العودة من العمل، والقيام بأعمال المنزل اليومية، إضافة إلى تدريس الأطفال والاهتمام بهم، وهذه المهمة تتجدد بشكل يومي.
“رقية الحسن”، معلمة في أحد مدارس مدينة سرمدا شمال إدلب، أم لثلاثة أطفال، تقول في حديثها إلينا إن المرأة العاملة ولا سيما الأم مثلها تستنزف كل طاقتها خلال شهر رمضان، فهي تبقى مستيقظة بعد فترة السحور، وتجهز نفسها للذهاب إلى المدرسة باكراً، وكذلك أطفالها، ثم تعود بعد الظهر، وتبدأ بتنظيف المنزل، وترتيبه وقد يستغرق ذلك نحو ساعة ونصف، ثم تتجه إلى المطبخ لتحضير وجبة الفطور، وإعداد الطعام”.
لاينته يوم” رقية” قبل أن تشرف على تدريس الأطفال، ومساعدتهم في حل واجباتهم المدرسية، وبذلك تكون قد أنجزت أعباء إضافية، تقول: “يمر علي شهر رمضان كل مرة بنفس هذا الروتين، إلا أن هذا العام أشد تعباً كون أولادي الثلاثة في المدرسة، وصادف موعد مذكراتهم الشهرية في رمضان وعليي أن أبذل جهدا إضافياً لتعليمهم”.
كذلك تعيش “نوال السعيد” موظفة في أحد المنظمات الإنسانية في مدينة إدلب، ظروفاً مشابهة، إلا أن فترة الدوام الطويل والتي تمتد إلى ثماني ساعات تجعل مهمتها أصعب، وتزيد من إرهاقها بعد يوم صيام طويل.
تخبرنا أنها تعود للمنزل في تمام الساعة الثالثة والنصف، بسبب بعد مكان عملها عن سكنها، ثم تدخل المطبخ مباشرة كي تتمكن من تحضير الفطور بأسرع وقت، ولا تخرج منه إلا بعد تحضير أكثر من صنف للإفطار، من طبق رئيسي وسلطات وشوربة، إضافة إلى تحضير العصائر والمشروبات الرمضانية”.
وفي المساء بعد الإفطار تتفرغ إلى تدريس الأطفال، تقول “لا يوجد متسع من الوقت في النهار، وأترك مهمة التدريس إلى الفترة المسائية، ثم أخلد للنوم باكراً بعد يسيطر التعب والإرهاق عليي، استعداداً ليوم عمل جديد”.
تتشابه ظروف كثير من السيدات العاملات في روتينهم اليومي، بين التزامهن في العمل خارجاً، وبين واجباتهن داخل المنزل مع عوائلهن، وبين راحتهن الشخصية، ويبذلن جهداً مضاعفاً طيلة شهر رمضان وهنن يسابقن الزمن من أجل إتمام أعمالهن اليومية على أكمل وجه.