أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع قوات الأمن الداخلي التابعة لها “الأسايش” عن إحباط عدة محاولات لتهريب عائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب من مخيم الهول إلى خارجه، واعتقال العشرات من المدنيين والعسكريين المتورطين بعمليات التهريب هذه، لتقوم إدارة المخيم بفرض إجراءات مشددة عليه وإعلان حظر جزئي للتجوال داخله في أكثر من مناسبة.
وبالرغم من ذلك، استطاعت خلايا داعش المتواجدة داخل مخيم الهول من التوصل إلى طريقة جديدة لتهريب عائلات المقاتلين الأجانب إلى خارجه، ليتم بعدها نقلهم إلى العراق أو إلى البادية السورية الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، حيث يتواجد هناك المئات من عناصر التنظيم.
وأشار مراسلنا في الحسكة، إلى “نجاح خلايا تنظيم داعش في تهريب عدد من العائلات المقاتلين المنحدرين من بعض الدول العربية إلى خارج مخيم الهول، بالتعاون مع عدد من الموظفين داخل المخيم وعناصر الحراسة، وذلك مقابل مبالغ مالية طائلة وصلت في بعض الأحيان لأكثر من 15 ألف دولار أمريكي لتهريب الشخص الواحد، بشرط أن يتم الدفع بعد وصول هذه العائلات إلى وجهتها”.
ونقل مراسل SY تأكيدات مصدر مطلع فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن “عمليات تهريب هذه العائلات تتم عبر تزوير بعض الأوراق الرسمية الخاصة بالعائلة المراد إخراجها من مخيم الهول، ليتم تحويل جنسيتهم إلى السورية واستخراج بطاقات شخصية لهم و لأطفالهم من أجل إدراج أسمائهم ضمن قوائم العائلات المفرج عنها بشكل نظامي، ضمن الاتفاق الذي أبرمته الإدارة الذاتية مع وجهاء وشيوخ عشائر شمال شرق سوريا”.
وأضاف المصدر أن “عملية تهريب العائلة الواحدة تحتاج لعدة أشهر من العمل السري لضمان نجاح هذه العملية، وذلك عن طريق تزوير بطاقات شخصية داخل دائرة النفوس التابعة للنظام في مدينة الحسكة ليتم بعدها نقل هذه البطاقات عبر العاملين لدى الهلال الأحمر إلى مخيم الهول وتسليمها لطرف ثالث، يقوم بتسليم هذه البطاقات إلى العائلة المراد إخراجها تمهيداً لرفع الأسماء ضمن قائمة العائلات المفرج عنها، وذلك بعد تهريبها قبل عدة ساعات إلى القطاعات التي تضم نازحين من الجنسية السورية في المخيم من أجل إخراجها دون إثارة الشبهات حولها”.
إدارة مخيم الهول للنازحين لجأت إلى التدقيق بشكل أكبر على العائلات السورية المفرج عنها عبر إجراء مسح أمني لهم قبيل إطلاق سراحهم، مع تعهد شيوخ العشائر بإبقاء أماكن سكنهم معروفة والإبلاغ عن أي نشاط يعتقد أنه مرتبط بعمل خلايا داعش في المنطقة، فيما يتم نقل العائلات العراقية إلى معسكر “جدعة” العسكري جنوب مدينة الموصل، بعد حصول إدارة مخيم الهول على قوائم بأسماء بعض الأشخاص الذين تتهمهم حكومة بغداد بالعمل مع تنظيم داعش قبيل نقلهم إلى المعسكر، الذي يضم المئات من العائلات التي تتهمها الميليشيات الإيرانية والعراقية بالعمل مع داعش والتعاون معه إبان فترة سيطرته على المنطقة.
يشار إلى أن مخيم الهول يضم قرابة 12 ألف شخص من نساء وأطفال عناصر تنظيم داعش الأجانب المنحدرين من أكثر من 65 دولة عربية وأجنبية، ما تزال ترفض معظم تلك الدول إعادة رعاياها من المخيم وتفضيلها الإبقاء عليهم هناك دون أي محاكمة، فيما يعيش في المخيم ذاته حوالي 45 ألف نسمة من العائلات السورية والعراقية التي تحتجزهم “قوات سوريا الديمقراطية” بتهمة “التعاون مع تنظيم داعش أو العمل معه أو توفير دعم مادي ولوجستي له إبان فترة سيطرته على المنطقة”، وسط مطالبات محلية ودولية بضرورة إفراغ مخيم الهول من المدنيين وإغلاقه بشكل كامل بسبب ما وصفت بـ” السمعة السيئة التي اكتسبها المخيم مؤخراً بعد تصنيفه على أنه واحد من أخطر الأماكن في العالم”.