كجزء من مشاركة النساء الفاعلة في قضايا المجتمع، انطلق مشروع “زيتونة السوريين” مع أول أيام شهر رمضان، وعقب كارثة الزلزال الذي ضرب الشمال السوري والجنوب التركي، حيث تعاظمت احتياجات الناس في مناطق مختلفة من محافظة إدلب، لتأمين لأساسيات الحياة من المسكن والغذاء والحماية.
واستجابة لهذه الظروف قامت جهات إنسانية منها منظمة ” مضمار” بالتعاون مع أربع مبادرات وفرق تطوعية في مناطق الشمال السوري، والتي تم احتضانها وتمكينها عبر السنوات الأربع الماضية، تماشياً مع مسؤوليتها الاجتماعية بإطلاق مشروع “زيتونة السوريين” الذي يهدف إلى تأمين وجبات الطعام بشكل يومي العائلات محتاجة في مراكز الإيواء ودور الأيتام، والتي يتم تحضيرها بأيدي نساء سوريات منهن النازحات والمهجرات.
كما يهدف المشروع أيضاً إلى تشغيل عدة مطابخ يتم إدارتها من قبل سيدات سوريات، أهمها مطبخ بيت ستي الذي أسسته قبل عدة سنوات مديرة بارقة أمل، السيدة “رئيفة سميع”، والتي قضت في أنطاكيا إثر زلزال السادس من شباط في تركيا، وكان الهدف من تأسيسه هو تمكين السيدات اقتصادياً وتأمين مصدر دخل يحقق الاكتفاء لهن كمعيلات ، ويضمن لهن الحياة الكريمة بعيداً عن الحاجة .
إذ يقوم مطبخ بيت ستي في مدينة ادلب الى جانب المطابخ الثلاثة في معرة مصرين، جسر الشغور، و سرمدا بتقديم 1000 وجبة إفطار عائلية يتم تقديمها في 17 نقطة سواء مخيمات أرامل أو مراكز أيتام أو مراكز ناجيات وغيرهم من الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
تقول “سوسن السعيد” إحدى المتطوعات في مشروع “زيتونة السوريين” في حديث خاص لمراسلتنا: إن السيدات في مطبخ بيت ستي، يقمن بتحضير وطبخ الوجبات للمستفيدين يومياً، وفق عمل تطوعي منهن،
بادرن إلى العمل الجماعي وبشكل تطوعي لإيصال رسالة شكر وعرفان إلى من ساهم بتأمين مشروع عمل لهن وتمكينهن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأضافت السعيد أن “المميز في مطبخ بيت ستي هو أن سيدات اللواتي يعملن على تحضير الوجبات، معظمهم من العائلات النازحة من مختلف المناطق، من معرة النعمان وريفها، وحلب ، وتدمر ، وريف إدلب، وباقي المناطق السورية، وأغلبهن معيلات لأسرهن، وفكرة مشروعهن بالأصل كانت لتحقيق الاكتفاء الذاتي”.
تعمل أكثر من سبع نساء يومياً بشكل تطوعي، في طبخ كميات كبيرة من أصناف الطعام، بعد تأمين المواد الأولية ومستلزمات الطبخ لهن، ويتم التوزيع خلال شهر رمضان من طرف مطبخ بيت ستي، على داري أيتام، ومركز إيواء في إدلب، وتجمع الناجيات في معرة مصرين.
والملفت بالموضوع أنه بعد استهداف تجمع الناجيات وتزويدهن بوجبات الطعام، قاموا بالمساعدة أيضا في مساعدة باقي النساء في تحضير الطعام وشاركت حوالي خمسة سيدات منهن في إعداد وتحضير الطعام ولاسيما في أيام الضغط والعمل الكثير، بحيث أصبح المستفيد من المشروع هو مساهم أيضاً في العمل.
يذكر أن منظمة “بارقة أمل” النسائية هي الجهة الداعمة لمشروع “بيت ستي” الاقتصادي، الذي مكن عدداً من النساء اقتصادياً وأمن لهن فرصة عمل، ودخل بسيط لإعالة أسرهن، تقول السيدة “سوسن ” إن المشروع حقق نجاحاً كبيراً في السوق بسبب جودة وإتقان الصنع، وإدخال مواد طبيعية خالية من الغش في تحضير مواد المونة، بأسعار منافسة في السوق للمنتجات التجارية.
وأشارت السيدة إلى أنه إضافة لمساعدة الأهالي فالمبادرة تحوي توجيه شكر وامتنان إلى مديرة منظمة بارقة أمل، صاحبة فكرة مشروعهن الحالي، السيدة “رئيفة السميع” التي قضت إثر الزلزال في انطاكيا قبل أسابيع.