استمرار عمليات الاغتيال في درعا يفسر حالة الصراع بين الأطراف الموجودة على الأرض، ودورهم في تصفية بعضهم البعض، وسط توتر أمني غير مسبوق، وعجز عن ضبط الفلتان الأمني في المنطقة، وتركها تواجه مصيراً مجهولاً.
وحسب ما تابعته منصة SY24، شهدت ليلة أمس الماضية مقتل الشاب “عمار محمد الفلاح” الملقب باسم “القابوني” عقب استهدافه بإطلاق نار مباشر في مدينة الصنمين شمالي درعا.
إذ يتزعم “القابوني” مجموعة محلية تابعة لميليشيا الأمن العسكري في ذات المنطقة، بعد خضوعه لعملية تسوية، ويذكر أن مجموعته لها اليد الطولى في تنفيذ عدة عمليات دهم واعتقال في المنطقة لصالح فرع الأمن العسكري.
وفي نفس الليلة، قتل “الشاب معاوية إلياس الحشيش” بعد استهدافه بالرصاص الحي، من قبل مسلحين مجهولين في بلدة تل شهاب غربي درعا، وكان قد التحق في صفوف ميليشيا الفرقة الرابعة في الوقت السابق، فضلاً عن تورطه في تجارة وترويج المخدرات في المنطقة.
كما تم استهداف الشاب “حسين علي المحاميد” وهو عنصر في مجموعة تتبع اللواء الثامن، بإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين في بلدة “كحيل” شرقي درعا، ما أدى إلى مقتله.
ومن جملة عمليات الاغتيال التي وقعت يوم الخميس، قتل الشاب المدعو “إبراهيم عواد الزعبي” وأصيب المدعو “عمران عدنان الكردي” بجروح متفاوتة إثر استهدافهما بالرصاص المباشر على يد مسلحين مجهولين مجهولين في بلدة المسيفرة شرق درعا، وفي التفاصيل تبين أن الشابين خضعا لعملية تسوية عام 2018، بعد أن كانا ضمن صفوف الجيش الحر، ولم يعملان بعدها لصالح أي جهة عسكرية عقب التسوية.
كذلك لقي المدعو “وسيم موسى الغزالي” مصرعه إثر استهدافه بعدة طلقات نارية أدت إلى مقتله على الفور من قبل مجهولين صباح يوم أمس الخميس، وذلك في بلدة قرفا بريف درعا الأوسط، إذ يعمل الغزالي ضمن مرتبات شرطة درعا، واستهدف أثناء توجهه إلى درعا المحطة.
كما أصيب خمسة أطفال بجروح متفاوتة، عقب انفجار قنبلة من مخلفات الحرب، وجدت في أحد مدارس مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، ظهر يوم أمس الخميس، وليست هذه المرة الأولى التي تتسبب والمقذوفات ومخلفات الحرب التي زرعها النظام في درعا بمقتل وإصابة مدنيين ولاسيما الأطفال، بل سجلت
عدة حالات مشابهة الفترة الماضية.
وفي حديث خاص مع مع العقيد “إسماعيل أيوب” لمنصة SY24 تحدث فيه عن سبب التوترات الأمنية الحاصلة في جنوب درعا، إذ قال إن الصراع الشديد بين الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية من جهة، وبين باقي قيادات الفرق العسكرية المتمركزة في الجنوب وخاصة الفرقة الخامسة والفرقة التاسعة والفرقة 15 قوات خاصة في محيط السويداء، خلف هذه الأحداث وعمليات الاغتيال
وذلك بسبب الصراع للتحكم بالطرق المؤدية إلى الأردن، لتهريب المخدرات والسلاح”.
وأضاف أن هذه الصراعات خلفت أيضاً عمليات الاغتيال التي تحصل بين هذه الأجهزة الأمنية وأذنابها وعملائها، فضلاً عن الاحتقان الشعبي الحاصل بسبب الفقر والعوز وغياب الخدمات المتعمد عن المنطقة.
وأشار في حديثه إلى أن النظام لن يترك من حمل السلاح ضده على قيد الحياة، رغم حملات التسوية الوهمية، وهذا ما يفسر ارتفاع وتيرة الاغتيالات التي تطال رجال التسويات، الذين وضعهم على قائمة أجهزة المخابرات وتم تصفيتهم بشكل ممنهج.
هذا وتتسع خريطة الاغتيال في درعا، وترتفع وتيرتها يوماً بعد يوم، مسيطرة على المشهد في معظم مناطق المحافظة، وكأنها حرب استنزاف عشوائية طالت جميع الأطراف في المنطقة على يد مسلحين مجهولين، وسط غياب حقيقي للأمن والاستقرار في ظل سيطرة النظام والميليشيات المحلية والإيرانية التابعة له على المنطقة.