عاودت خلايا تنظيم داعش نشاطها داخل مخيم الهول عبر قيام مجموعات تابعة لها بالتجول داخل سوق المخيم والطلب من التجار وأصحاب البسطات بضرورة دفع أموال “الزكاة” لهم قبل نهاية شهر رمضان، مع تهديدهم بكل من يمتنع عن الدفع بحرق محله ومنعه من العمل أو قتله في حال قام بتبليغ قوى الأمن المسؤولة عن حماية المخيم.
مصادر إعلامية مقربة من “الإدارة الذاتية” كانت قد تحدثت عن توقف عمليات التنظيم داخل مخيم الهول لعدة أسابيع، عقب انتهاء حملة “الأمن والإنسانية” التي أطلقتها “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع التحالف الدولي داخله، وقيامها باعتقال العشرات من عناصر التنظيم والأشخاص المتعاونين معه ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمواد الممنوعة.
غير أن التنظيم استأنف نشاطه داخل الهول بعد إيقاف إدارته دوريات الطائرات المسيرة التي كانت تطلقها بين قطاعات المخيم خلال ساعات المساء، بهدف مراقبة الطرق التي يتخذها عناصر داعش للتنقل بين هذه القطاعات وشن هجمات مسلحة ضد عناصر الأسايش أو ضد النازحين المخالفين لأوامره، بالإضافة إلى دور هذه المسيرات في الحد من عمليات تهريب الممنوعات إلى داخل المخيم أو تهريب عائلات مقاتلي داعش الأجانب لخارجه.
مراسل SY24 في الحسكة، تحدث عن قيام مجموعات مسلحة مجهولة الهوية يعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، بتخريب السياج الفاصل بين القطاعين الرابع والخامس وإتلاف كاميرات المراقبة الموجود على السياج، واستهدافهم بطلقات مسدس كاتم اثنين من المدنيين كانوا متواجدين بالقرب منه أثناء ذلك، ما أدى لتعرضهم لإصابات وصفت بـ”الخطيرة” استدعت نقلهم إلى مشافي مدينة الحسكة لتلقي العلاج.
وقال مراسلنا، إن خلايا التنظيم قامت بحرق كمية من الألبسة والأحذية المستعملة بالقرب من السياج بهدف التشويش على رؤية كاميرات المراقبة قبل أن يقوم أحد الأشخاص بتسلق السياج وإتلاف الكاميرا بقطعة معدنية، ليقوموا بعدها بصنع فتحة داخله والتنقل بين القطاعات طوال فترة المساء، وسط غياب عناصر حراسة المخيم عن المكان وعدم وجود أي دورية عسكرية بالقرب من البوابة بين القطاعين الرابع والخامس.
ونقل عن عدد من سكان المخيم، قولهم: إن نشاط داعش لم يتوقف بشكل كامل حتى أثناء حملة الأمن والإنسانية التي أطلقتها قسد في المخيم بوقت سابق، وذلك لأن التنظيم استطاع تجنيد العشرات من المدنيين وبينهم أطفال خلال السنوات الماضية، مستغلاً سوء الأوضاع الاقتصادية للنازحين السوريين والعراقيين، وعدم قيام إدارة المخيم بفصل عائلات مقاتلي داعش الأجانب عن بقية قاطني المخيم، ما تسبب بتغلغل الفكر المتطرف إلى داخل عقول الأطفال والشباب المقيمين فيه منذ قرابة 5 سنوات.
وكان قاطنو مخيم الهول من السوريين قد طالبوا إدارة المخيم بالإسراع بإطلاق سراحهم والسماح لهم بالعودة إلى مدنهم وقراهم، خاصةً الذين أثبتت التحقيقات عدم وجود أي صلات بينهم وبين داعش، خوفاً من قيام خلايا التنظيم بتجنيد أطفالهم وزجهم في عمليات مسلحة ضد عناصر حماية المخيم أو ضد الأهالي، ما قد يهدد حياتهم وحياة عائلاتهم.
ويشار إلى قيام إدارة مخيم الهول للنازحين بإطلاق سراح المئات من العائلات السورية المنحدرة من محافظات ديرالزور والرقة والحسكة خلال السنوات الماضية، ضمن المبادرة التي دعا لها شيوخ ووجهاء عشائر المنطقة بالتعاون مع “الإدارة الذاتية” لإخلاء المخيم من هذه العائلات، بالتزامن مع نقل المئات من العائلات العراقية إلى مخيم “جدعة” الذي تديره حكومة بغداد، وذلك ضمن الخطة التي أطلقتها “الإدارة الذاتية” لتخفيف الضغط على المخيمات التي تديرها في المنطقة.