أكدت مصادر أمنية عراقية أن الحدود بين العراق وسوريا تشهد حركة نشطة وغير مسبوقة في تهريب المخدرات، لافتة إلى أن زراعة المخدرات في المناطق الحدودية تخضع لسيطرة ميليشيا “حزب الله” العراقي.
وأوضحت المصادر بحسب ما نقل “مرصد آفاد” الحقوقي العراقي، أن ميليشيات “فصيل الطفوف، فاطميون الأفغانية، زينبيون الباكستانية” ضالعة في عمليات تهريبها من سوريا نحو العراق ثم توزيعها داخليا أو نقلها لدول أخرى.
وحسب المرصد فإن المشرف الرئيسي على تنسيق أعمال مزارع المخدرات وتوزيع الحبوب المصنعة في المعامل، هم أشخاص على صلة بقيادة ميليشيات الحشد الشعبي في محافظة الأنبار العراقية.
ولفت إلى أنه تم اختيار مدينتي القائم العراقية والبوكمال بريف دير الزور شرقي سوريا، لتشكلان عقدة التحركات.
وأشار إلى أن “حزب الله” العراقي هو مركز العمليات وحلقة الوصل بين الموزعين والمنتجين على طرفي الحدود العراقية.
وذكر أن حبوب الكبتاغون تمثل أهم أنواع المخدرات التي ترسل من مصانع الإنتاج التابعة لحزب الله اللبناني والنظام السوري في مدينتي حمص واللاذقية باتجاه العراق، ليتم تأمين نقلها بشحنات تحت عنوان بضائع تجارية وزراعية باتجاه الحدود العراقية السعودية والكويتية والأردنية.
ونوّهت المصادر إلى أن مزارع الحشيش على الحدود السورية العراقية في مناطق البوكمال والرمانة بمحاذاة نهر الفرات، تحظى بحماية مُحصنة من قبل عناصر ينتمون للحشد الشعبي، وعناصر من أمن النظام السوري، مروراً بمنافذ التهريب الرسمية وغير الرسمية التي تتم الاستعانة فيها بمنتسبين من فصائل الحشد.
وحول ذلك قال مأمون سيد عيسى المهتم بتوثيق الانتهاكات إنسانيا وإغاثياً لمنصة SY24، إن “لدينا سياسة إيرانية لها نفس المرتكزات في الدول الثلاث لبنان العراق سوريا، وهي السيطرة على القرار السياسي والاقتصادي والعسكري، إضافة إلى تحويل الدولة لمركز لإنتاج المخدرات”.
وأضاف “لقد شاهدنا العراق وكيف فرضت الفصائل الشيعية نفسها كأمر واقع في البرلمان وفي مفاصل الدولة العراقية أيضاً، وشاهدنا لبنان وكيف عمل حزب الله على قوننة وجوده في لبنان بعد أن أصبح قوة على الأرض رسختها دمشق وطهران، فسيطر على البرلمان و الجيش والاقتصاد وحوّل البقاع منذ أيام حافظ الأسد الى مزارع للمخدرات”.
وتابع بأن سوريا أصبحت دولة أولى في العالم في إنتاج المخدرات، فهي ترسل المخدرات إلى العراق ليتم توزيعها عبر العراق لدول غيرها خاصة الخليج، كما أن هناك موضوع مهم هو أنهم يستفيدوا من الإنفاق الذي يستخدمونه لنقل السلاح بين الدول الثلاث لبنان وسوريا والعراق لنقل هذه المخدرات، حسب تعبيره.
وحسب مرصد آفاد فإنه يتم استغلال معبر “العارضة” الحدودي غير الرسمي الذي يسيطر عليه حزب الله، تحت إشراف القيادي المدعو “أبو أمير”، لإدخال المخدرات نحو العراق، بينما يتم تهريب الأسلحة نحو سوريا بالاتجاه المعاكس، أمام أنظار ضباط ينتمون لقيادة عمليات الجزيرة وحرس الحدود ضمن قواطع المنطقة الثانية والسادسة المحاذية للحدود العراقية السورية من محوري محافظتي الأنبار ومحافظة نينوى.
وبيّنت المصادر الأمنية، حسب المرصد الحقوقي، أن عمليات التوزيع تتم عبر نقاط استلام وتسليم، وتنقسم إلى تهريب خارجي باتجاه الدول المجاورة وخصوصا السعودية والكويت وصولاً إلى بقية دول الخليج، في حين أن التوزيعٍ نحو الداخل العراقي يبدأ من الخلية الرئيسية مروراً بموزعي المحافظات العراقية الذين يشرفون على موزعين أصغر، وصولاً إلى السوق العراقية حيث باتت المخدرات لها مناطق موبوءة معروفة يرتادها الموزعون والمغرر بهم من الشباب.
وقبل أيام، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لمنصة SY24، أن رأس النظام السوري بشار الأسد وأفراد عائلته يعتمدون على تجارة الكبتاغون الخطيرة لتمويل قمع السوريين وارتكاب الانتهاكات بحقهم.
والأسبوع الفائت، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية بالتنسيق مع المملكة المتحدة، عدد من الشخصيات التابعة للنظام السوري والضالعة في تجارة المخدرات وأهمها الكبتاغون، من بينهم أقارب رأس النظام ومن آل الأسد (وسيم الأسد، سامر الأسد، خالد قدور، عماد أبو زريق)، إضافة إلى شخصيات لبنانية أخرى تدعم تجارة مخدرات الأسد (نوح زعيتر، حسن دقو)، على قائمة العقوبات الجديدة.