أصدر شيوخ ووجهاء عشائر بلدة ذيبان في ريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” قراراً يقضي بحظر تطبيقي “فيسبوك وكواي” من شبكات الانترنت المحلية ومنع استخدامهما بشكل كامل، مع تهديهم المقاهي الخاصة بإغلاقها وفرض غرامات على أصحابها في حال مخالفتهم لهذا القرار.
حظر تطبيقات التواصل الاجتماعي في بلدة ذيبان جاء على خلفية أعمال العنف العشائرية التي اندلعت بها الأسبوع الماضي والتي تسبب بمقتل 4 أشخاص وإصابة آخرين، وذلك بعد أن تطورت مشاجرة عادية بين عدد من الشبان إلى اشتباكات مسلحة استخدم فيها الطرفان الأسلحة الرشاشة وقذائف الآر بي جي، قبل أن تتدخل قوات مجلس ديرالزور العسكري وعدد من أهالي القرى والبلدات المجاورة لإيقاف هذه الاشتباكات وفض النزاع.
شيوخ ووجهاء بلدة ذيبان أكدوا أن “تطبيقات التواصل الاجتماعي وخاصة فيسبوك وكواي كان لها دور كبير في تأجيج الصراع القبلي والعشائري في البلدة، عبر قيام بعض الأشخاص بكتابة منشورات هاجموا فيها العشائر والعائلات الأخرى، الأمر الذي تطور من صراع إلكتروني إلى صراع على الأرض استخدم فيه شتى أنواع الأسلحة، وسقط على إثره العديد من القتلى والجرحى”، على حد تعبيرهم.
مناطق شمال شرق سوريا شهدت منذ بداية شهر رمضان اندلاع العديد من الاشتباكات العشائرية سقط على إثرها العشرات من المدنيين بينهم أطفال، وكان أبرز هذه الاشتباكات ما حدث في بلدة الحمرات بريف الرقة الشرقي، حيث تسببت النزاع القبلي فيها بمقتل 10 أشخاص وإصابة العشرات بجروح مع احتراق عدد من المنازل وتهجير عائلات بأكملها خارج المنطقة، فيما لا تزال الاشتباكات في قرى “غرانيج والصور والجنينية” بريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قسد” مستمرة، وسط تحذيرات من استمرار سقوط الضحايا وخاصة من المدنيين.
“محمد السليمان”، من أبناء عشيرة العكيدات في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن ” فوضى السلاح يعتبر أحد أهم أسباب الاقتتال العشائري في المنطقة، ناهيك عن مشكلة الثأر والصراع على الماء وحدود الأراضي الزراعية والمنازل السكنية، وغيرها من الأسباب التي أدت إلى تأجيج الصراع في المنطقة وسقوط هذا العدد الكبير من القتلى”.
وفي حديثه مع مراسل منصة SY24 في ريف ديرالزور قال: “عدا عن الأسباب السابقة والتي تعتبر هي المسببات التقليدية للنزاع القبلي في منطقتنا، فإن وسائل التواصل الاجتماعي باتت هي الأخرى أحد أسباب الاقتتال العشائري في قرى وبلدات ريف ديرالزور، وذلك عبر التعليقات المسيئة التي يكتبها بعض الشباب والتهديدات المتبادلة فيما بينهم، والتي باتت تشكل خطراً على المنطقة وتنذر بحرب طويلة الأمد لا يسلم منها أحد”.
وأضاف:” طلبنا من أصحاب المقاهي حظر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي لأننا اكتشفنا أشخاصاً ينحدرون من مناطقنا ويقيمون في مناطق سيطرة النظام قد لعبوا دوراً كبيراً في تأجيج الصراع القبلي في المنطقة، عبر قيامهم بإنشاء حسابات تحمل أسماء بعض العائلات الشهيرة ومهاجمة بقية العائلات عبر منشورات وتعليقات مسيئة، الأمر الذي تسبب في مشاحنات ومشاجرات أوقعت قتلى وجرحى خلال السنوات الماضية”.
وفي السياق ذاته، طالب أهالي قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي بإعادة تفعيل ما أسموها بـ “قوات حفظ الأمن” التي كانت موجودة سابقاً إبان فترة سيطرة قوات المعارضة السورية على المنطقة، والتي كانت متمثلة بمجموعات من فصيل “جيش القادسية” و لواء “الأحواز”، اللذان عملا على فض النزاعات القبلية التي كانت تحدث بين الأهالي وبالذات عند آبار وحقول النفط بهدف حقن دماء المدنيين، مع دعوتهم لقوات “مجلس ديرالزور العسكري” بضرورة نشر المزيد من العناصر في المدن والبلدات التي تشهد نزاعات قبلية بشكل مستمر، للحد من اندلاع الاشتباكات وتقليل الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنها.