حذّرت صحيفة لوموند الفرنسية من أن إفلات رأس النظام السوري بشار الأسد من العقاب، سيدفعه إلى إنتاج المزيد من الحبوب المخدرة “الكبتاغون”.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها، أن إنتاج هذه الحبوب يعود بمليارات الدولارات سنويا على النظام السوري، ويمثل مصدره الرئيسي من العملة الصعبة، وهو موجه في المقام الأول إلى السعودية التي يبدو أنها مستعدة للتطبيع مع النظام.
وأضافت أن النظام عمل على تدريب علماء العقاقير الذين أفسدتهم الحرب لتصنيع الكبتاغون وإنشاء شبكة صلبة من الورش السرية في مناطق عسكرية غالباً، مبينة أن حماية هذه الورش تقع على عاتق ميليشيا الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد.
وتضمن هذه القوات حماية القوافل المحملة بـ “الكبتاغون” لتوصيلها إلى شركاء مرتبطين بميليشيا “حزب الله” في لبنان، أو إلى الأردن حيث يشتبك المهربون السوريون مع قوات الأمن، منذ فتح الحدود البرية بين البلدين في آب/أغسطس 2021.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس بمستغرب على النظام السوري أن يوهم العالم بوقف تجارة المخدرات التي هو قائدها الرئيسي، لأنه مقتنع في قرارة نفسه بأن الجريمة مجدية، حسب تعبيرها.
وحول ذلك قال الناشط الحقوقي علي أبو الحسن لمنصة SY24، إن “الكبتاغون بات مرتبطاً ارتباطاً وثيقا بالأسد ونظامه وميليشياته، وبالتالي من المستغرب كيف أنه حتى الآن لم تصدر أي مذكرة اعتقال من الجنائية الدولية بحق الأسد وشقيقه ماهر الأسد لإنتاجهم الكبتاغون وتصديره إلى دول الجوار، والمستغرب أكثر المساعي للتطبيع أو إعادة العلاقات معه من قبل بعض الدول حتى المتضررة من الكبتاغون”.
وتابع، أنه “لا نستغرب من التحذيرات الدولية ومن صحف غربية معروفة بخصوص كبتاغون الأسد، ولكن ما يتمناه السوريون هو ملاحقة الأسد بشكل جدي وكبح جماحه ووضع حد له، والأهم النظر إلى الملف السوري وقضايا السوريين الراغبين بأن يكون هناك حل ينهي معاناتهم المستمرة منذ 12 عاماً”.
وقبل أيام، أكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات لمنصة SY24، أن رأس النظام السوري بشار الأسد وأفراد عائلته يعتمدون على تجارة الكبتاغون الخطيرة لتمويل قمع السوريين وارتكاب الانتهاكات بحقهم.
والأسبوع الفائت، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية بالتنسيق مع المملكة المتحدة، عدد من الشخصيات التابعة للنظام السوري والضالعة في تجارة المخدرات وأهمها الكبتاغون، من بينهم أقارب رأس النظام ومن آل الأسد (وسيم الأسد، سامر الأسد، خالد قدور، عماد أبو زريق)، إضافة إلى شخصيات لبنانية أخرى تدعم تجارة مخدرات الأسد (نوح زعيتر، حسن دقو)، على قائمة العقوبات الجديدة.
وفي سياق متصل، اعتبر شارلز ليستر، وهو مدير قسم مكافحة الإرهاب بمعهد الشرق الأوسط، أته في الوقت الذي تعاني فيه مناطق النظام السوري من فقر مدقع إضافة إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والدواء بنسب كبيرة، نجد أن قيمة تجارة النظام السوري من الكبتاغون تُقدر بعشرات مليارات الدولار.
ونهاية 2022، صادق الرئيس الأمريكي جو بايدن على قانون لمحاربة المخدرات، وبالأخص مادة الكبتاغون التي يصنعها النظام السوري والمجموعات المساندة له، في حين اعتبر ناشطون أن هذه الخطوة ستتسبب بانتكاسة قريبة للنظام.