الحوالات المالية تنعش السوريين في رمضان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

ساهمت الحوالات المالية القادمة من المغتربين إلى ذويهم في الداخل السوري، بإنعاش الواقع الاقتصادي لمئات آلاف الأسر، وذلك بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في معظم المناطق، وتدني مستوى الدخل لغالبية السكان، فضلاً عن قلة فرص العمل، والتفاوت الطبقي بين شرائح المجتمع، ناهيك عن تضييق الأفرع الأمنية وأجهزة المخابرات على المدنيين من أصحاب رؤوس الأموال والتجار وسلبهم أموالهم.

وتزامناً مع دخول شهر رمضان، بدأ شبح الأسعار المرتفعة يغطي جميع المواد الغذائية والسلع الأساسية، ووجدت شريحة واسعة من السوريين نفسها، تحت رحمة الغلاء والفقر والعوز، لتصبح المبالغ المرسلة من أقاربهم، وأولادهم في بلاد المغترب على شكل حوالات مالية، بمثابة القشة التي يتعلق بها الغريق، وتنعش حالتهم الاقتصادية ولو بشكل مؤقت.

يقول الرجل الستيني “أبوعدي” في حديثه إلى مراسلتنا، إنه ينتظر الحوالة المالية من أولاده المغتربين في ألمانيا، والذين خصصوا له ولوالدتهم مبلغاً شهرياً يساعدهم في حياتهم اليومية، إذ تتراوح قيمة الحوالة بين 100 _200  دولار، ويقتصر مصروفهم على الحاجات الأساسية من الطعام والأدوية والفواتير.

وفي وقت سابق كانت منصة SY24 قد تناولت متوسط تكلفة المعيشة للأسر، بالحدود الدنيا، والتي تصل إلى ثلاثة ملايين ليرة سورية، في حين أن أعلى راتب موظف حكومي لا يتجاوز 200 ألف ليرة، ما جعل الفجوة بين مستوى الدخل والإنفاق كبيراً جداً، ووصل إلى مرحلة غير مسبوقة من التضخم الاقتصادي.

كما أدى تدهور الليرة السورية مقابل سعر صرف الدولار إلى تدني الوضع المعيشي للمواطنين، ورفع البنك المركزي اليوم الثلاثاء سعر دولار الحوالات إلى 7300 ليرة للدولار الواحد، ما يشير إلى هبوط واضح في قيمة الليرة السورية، أمام العملات الأجنبية، والتي وصلت  إلى  7600 ليرة أمام الدولار.

وفي سياق متصل، أكدت إحدى شركات تحويل الأموال في دمشق، حسب ما تابعته منصة SY24 أن نسبة الحوالات المالية الخارجية ازدادت بشكل واضح في شهر رمضان، ووصلت تقريباً إلى الضعف، إذ يؤكد عدد من الأهالي تحدثنا إليهم، أنهم باتوا يعتمدون على الحوالات المالية المرسلة من أبنائهم وأقاربهم المهجرين سواء في الشمال السوري أو في دول الجوار منذ عدة سنوات، إلى أن هذا العام شهد ارتفاعاً واضحاً في إرسال الحوالات بسبب تردي الوضع الاقتصادي بشكل كبير.

توضح الشابة “نورة” من سكان ريف دمشق، أن الحوالة الخارجية التي تصلها من خطيبها في ألمانيا شهرياً تساعدها في تغطية  نفقات دراستها الجامعية، ومصروفها الشخصي، وخاصة أنها ماتزال طالبة ولم تدخل سوق العمل، مشيرة إلى نسبة كبيرة من العوائل تعتمد على الحوالات المالية المرسلة إليهم، وإلا فإن الوضع كارثي في ظل الغلاء الفاحش وانهيار الليرة السورية.

وأشار دكتور في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق عبر وسيلة إعلام محلية أن حجم الحوالات الواردة يومياً إلى سوريا يصل إلى 7 ملايين دولار، من مختلف أشكال الحوالات سواء من المغتربين أو المنظمات، وتوقع أن يتضاعف الرقم في رمضان لأن معظم المغتربين السوريين يزيدون من قيمة حالاتهم المالية خلال هذا الشهر وقبل العيد، لمساعدة أهلهم وذويهم.

ومن الجدير بالذكر أن هذا العام شهد إرسال حوالات مالية من الشمال السوري إلى مناطق سيطرة النظام، وذلك عن طريق الوسطاء في جميع المناطق، الذين يعملون كشبكة منظمة غير رسمية، تتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وبرامج الاتصالات، وتتم بسرية تامة، خوفاً من الملاحقات الأمنية.

يذكر أنه في السنوات الأخيرة شددت حكومة النظام من إجراءات إرسال الحوالات من دول الخارج، وضيقت الخناق على السوريين في التعاملات المالية، حيث ألقت القبض على كثير من الأشخاص الذين تعاملوا بالدولار، ولاسيما التجار في السوق السوداء، وأغلقت  عدداً من مكاتب الصرافة التي تتعامل بتحويل الأموال عبر طرق غير رسمية.

مقالات ذات صلة