ينتشر المخبرون ورجال الأمن بشكل غير مسبوق في أحياء دمشق، يتغلغلون بين المواطنين، ولاسيما في الأسواق العامة وأماكن الازدحام، لالتقاط أي كلمة تخرج من العامة، وتنقد الحكومة أو النظام، وكذلك الوضع المعيشي أو الغلاء، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
وفي آخر المستجدات التي نقلها المراسل، قال: إن يوم أمس الخميس شنت قوات النظام حملة اعتقالات واسعة في العاصمة دمشق، طالت عدد من الأشخاص والشبان في عدة أحياء شعبية.
وأكد أن دوريات مشتركة بين فرعي الأمن السياسي، وأخرى تتبع لإدارة مكافحة الإرهاب، داهمت عدة أسواق في العاصمة، واعتقلوا تسعة أشخاص اثنين منهم في الخمسين من عمرهم.
حيث قامت الدوريات بتوجيه تهم الإساءة للنظام، وانتقادهم الوضع المعيشي، وتطاولهم على المسؤولين وتحميلهم والنظام سبب الغلاء وانهيار الاقتصادي، وتدهور قيمة الليرة السورية.
وأضاف أن “غالبية الأشخاص الذين تم اعتقالهم هم عاملين في محلات تجارية، في أسواق باب توما، وشارع العابد، فضلاً عن اتهامهم بتحريض الزبائن من العامة على النظام من خلال حديثهم المستمر معهم” .
في سياق متصل، ذكرت مصادر خاصة لمراسلنا، أن فرع إدارة مكافحة الإرهاب، عمل خلال شهر رمضان على نشر مخبرين سريين يتجولون في أسواق دمشق، بشكل متواصل ليجمعوا أخبار الناس، ويسجلون ما يتكلمون به، ضد الحكومة والنظام أو أي شيء يحرض الناس على الوضع المعيشي والاقتصادي.
حيث يعيش المواطنون في مناطق سيطرة النظام، أوضاع اقتصادية ومعيشية وخدمية مزرية، جراء انهيار سعر صرف الليرة مقابل الدولار، والغلاء المعيشي الذي يخيم الذي طال لقمة العيش، وشد الخناق عليهم، وفي حال انتقد أحدهم هذا الوضع فمصيره الاعتقال كما حدث يوم أمس.
وتستمر انتهاكات قوات النظام وأجهزته الأمنية في ريف دمشق بحق العائدين إلى بيوتهم في أماكن سيطرته، إذ تم قبل عدة أيام اعتقال عائلة كاملة مؤلفة من ثلاثة أشخاص من أهالي بلدة صيدنايا في القلمون الغربي بريف دمشق.
وقال المراسل: إن “العائلة كانت مقيمة في لبنان منذ عدة سنوات، مؤلفة الوالدين وابنتهم الشابة، قدموا مؤخراً إلى البلدة للزيارة، وسبق أن قامت بعدة زيارات خلال السنة دون وجود أي إشكاليات”.
وأضاف أنه حين تم اعتقالهم من قبل دوريات تابعة لفرع الأمن العسكري، داهمت المنزل الذي أقاموا فيه، ونقلتهم إلى العاصمة دمشق، كما طلب عناصر الدورية من صاحب المنزل الذي يقطنون فيه، بمراجعة الفرع في العاصمة دمشق للتحقيق معه حول وجود العائلة عنده في المنزل.
كما قاموا بإغلاق الطريق من الجهتين، ونشر عدد من العناصر عند مدخل الحي، واقتحم عدد آخر المنزل اقتياد العائلة إلى السيارات لنقلهم إلى العاصمة دمشق.
ليست هذه الحادثة الأولى لاعتقال عائدين إلى مناطق سيطرة النظام، بل تكررت في الآونة الأخيرة بشكل كبير حالات الاعتقال في العاصمة دمشق وريفها، تجاه العائدين إلى وبلداتهم ومدنهم بعد سنوات من التهجير والنزوح، ولاسيما من تركيا ولبنان، نتيجة التقارير الأمنية التي تكتب بحقهم من قبل الشبيحة وأجهزة المخابرات، حسب ما رصدته منصة SY24 في تقاريرها السابقة عن الموضوع.