تحضير الحلويات.. سوريون يحيون طقوس العيد رغم ظروفهم المعيشية 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تتفنن نسوة سوريات بخلق أجواء السعادة، رغم كل الظروف التي عاشوها من نزوح وتهجير وغربة، يتحايلن على الغلاء بالتوفير، وعلى القلة بالتدبير، يبحثن عن مساحات من الفرح في أدق تفاصيل حياتهن، وإن كان على هيئة صنع الحلويات تزامناً مع قدوم عيد الفطر المبارك. 

هذا مافعلته السيدة الثلاثينية “جيهان بيطار” مهجرة من ريف دمشق، مقيمة في مدينة سرمدا شمال إدلب، حيث قامت بتجهيز مكونات معمول العيد، وأصناف أخرى من الحلويات، اعتادت عائلتها على صنعها في المنزل كل عام، ولو بكميات قليلة، تقول في حديثها إلى مراسلتنا: إنها جهزت لوازم الحلويات هذا العام بالتقسيط أي على دفعات، بسبب ظروفهم المعيشية الضيقة، وقلة دخلهم، إذ يعمل زوجها أحد أفران المدينة بأجرة يومية لا تتجاوز 85 ليرة تركية، وهو مبلغ قليل جداً، ولكن حسب قوله أفضل من بقائه بلا عمل وسط الغلاء المعيشي الكبير. 

إذ تحضر حلويات العيد كجزء من العادات والتقاليد المميزة السوريين، فمنهم من يتفنن بصنعه في المنزل، ومنهم من يشتريه جاهزاً من محال الحلويات في الأسواق، ومنهم من يصنع من هذه الفترة الموسمية فرصة عمل مؤقتة، من خلال صنع وتحضير الحلويات في المنزل وبيعها وتسويقها للأسواق أو للعائلات التي تفضل الصنع اليدوي.

هذا ما تفعله “أم محمد” مقيمة في مدينة إدلب، إذ تحول منزلها قبل كل عيد إلى ورشة كاملة لصناعة المعمول والرازق والبتفور والغريبة، وغيرها من الحلويات، التي تلقى قبولاً لدى الأهالي الذين يفضلون العمل المنزلي، على الأصناف الموجودة في الأسواق. 

تقول “أم محمد”: إن هذا العام شهد اقبالاً خفيفاً من قبل الزبائن عكس العيد الماضي، بسبب ارتفاع تكاليف وأسعار الحلويات ومكوناتها، إذ أنها استلمت نصف الكمية التي حضرتها العام الماضي، مشيرة إلى أنه في حال شراء الحلويات يتم الاقتصار على كميات قليلة جداً عكس ما اعتاد عليه الأهالي في كل عيد.

وعن والأسعار تخبرنا السيدة، أنها تتفاوت باختلاف جودة المكونات، ونوع السمن إن كان حيواني أو نباتي، وكذلك معمول حشوة الجوز فهو أعلى سعر من معمول العجوة، أما معمول الفستق الحلبي فهو أغلى من الصنفين. 

تبيع “أم محمد” كيلو المعمول بالعجوة 70 ليرة تركية ، وكذلك البرازق والبتفور والغريبة، وكلها مصنوعة بالسمن العربي واجود أنواع الطحين والتمر، بينما يصل سعر كيلو المعمول بالجوز إلى 85 ليرة، أما المعمول بالفستق الحلبي يصل سعره إلى 17 دولار، فيما تتراوح الأسعار في السوق بين 40 _60 ليرة تركية، قد تزيد أو تنقص من محل إلى آخر، وحسب مكوناته. 

تجتهد عائلات كثر في صنع معمول العيد، بينما تغيب رائحة الحلويات عن أسر كثيرة في شمال غربي سوريا، الذين عجزوا عن شرائها في ظل ارتفاع الأسعار وتدني مستوى المعيشة بشكل عام، وأصبح تأمين لقمة العيش من أولوية لا بديل عنها بالنسبة إليهم. 

مقالات ذات صلة