أطلق فرع أمن الدولة بدير الزور سراح أحد قادة ميليشيا الدفاع الوطني المحلية بديرالزور بعد ساعات على اعتقاله عند أحد الحواجز المشتركة في الريف الغربي، بعد استنفار كبير لأبناء العشائر العربية في المنطقة وتهديدهم بإغلاقها بالكامل في حال لم يتم إطلاق سراح القيادي.
عملية اعتقال المدعو “قتيبة الخرفان” شقيق قائد ميليشيا الدفاع الوطني في الريف الغربي لديرالزور “نزار خرفان”، جاءت على خلفية التوتر الذي شهدته بلدات المنطقة خلال الأسابيع الماضية عقب ارتفاع عدد قتلى المدنيين العاملين بجمع الكماة في البادية لأكثر من 100 شخص منذ مطلع العام الجاري، وسط اتهامات مباشرة للميليشيات الإيرانية بزرع ألغام وعبوات ناسفة في البادية.
مصادر إعلامية تحدثت عن تجمع أعداد كبيرة من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني المنحدرين من قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي عند الطريق الدولي الواصل بين المدينة وحلب، وقيامهم مع مجموعة من المدنيين المسلحين من أقارب “الخرفان” بإغلاق الطرق بشكل تام ومنع حركة العبور من وإلى المدينة، وسط تهديدات مباشرة باقتحام فرع أمن الدولة وإخراج القيادي المحتجز لديها.
وقالت المصادر ذاتها: إن عدداً من شيوخ ووجهاء المنطقة عقدوا اجتماعاً مع رئيس فرع أمن الدولة وقائد اللجنة الأمنية والعسكرية وبعض ضباط جهاز المخابرات العامة في المدينة وبحضور قائد ميلشيا الدفاع فراس العراقية، بهدف تخفيف حدة التوتر وإطلاق سراح الخرفان مع تعهده بعدم توجيه أي اتهامات إلى الميليشيات الإيرانية أو التحريض عليها.
فيما أكد مراسل SY24 قيام فرع أمن الدولة بإطلاق سراح “قتيبة الخرفان” وإيصاله إلى مبنى قيادة ميليشيا الدفاع الوطني عند مدخل حي الجورة، ليتم بعدها نقله إلى الريف الغربي عبر رتل كبير مكون من أكثر من 20 سيارة وعدد كبير من الدراجات النارية، مع قيام مسلحين يرتدون الزي العربي التقليدي بإطلاق الرصاص بشكل كثيف في الهواء خاصةً عند اقترابهم من حاجز الأمن الدولة الذي اعتقله في وقت سابق.
توتر كبير تعيشها مدن وبلدات ريف ديرالزور الغربي على خلفية الأحداث المتسارعة التي تدور في البادية السورية واستمرار الهجمات المسلحة التي يتعرض لها أبناء العشائر العربية من قبل مسلحين يعتقد أنهم تابعين للميلشيات الإيرانية، التي تسعى إلى منع الأهالي من الاقتراب من البادية لضمان سيطرتها عليها وعدم كشف تحركاتها فيها، فيما يتهم النظام، وعبر وسائل إعلامه الرسمية، تنظيم داعش بالوقوف خلف هذه العمليات التي لم تتوقف منذ مطلع العام الجاري.
وكان أهالي بلدة عياش بريف ديرالزور الغربي قاموا بطرد ميليشيا الفرقة الرابعة في قوات النظام بشكل كامل من البلدة، على خلفية قيامها بقتل اثنين من المدنيين يعملون بالتهريب مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” لعدم قيامهم بدفع الإتاوات المالية لها، قبل أن تعود إلى المنطقة بعد وساطة عشائرية ودفع مبلغ مالي كبير لعائلة القتلى، وسط استمرار حالة التوتر بين الطرفين إلى الآن.