أعرب القاطنون في مدينة حمص وبخاصة الحاضنة الشعبية لقوات النظام السوري الأمنية والعسكرية، عن استغرابهم ومخاوفهم من ظهور أعلام غريبة (رايات سوداء) على جدران المقابر في مناطق متفرقة من المدينة.
وكان اللافت للانتباه هو انتشار “رايات تنظيم داعش” على جدران إحدى المقابر ومنها مقبرة “الكتيب” القريبة من الأحياء الموالية للنظام، دون أن يعلم سكان الأحباء أو من يمر بجانبها حقيقة انتشار تلك الأعلام.
وحسب ما تم تداوله فإن طاقم عمل فني إيراني يعمل على تصوير مسلسل داخل مدينة حمص وأحيائها، يتضمن أحداثاً متعلقة بوجود داعش في سوريا.
وقال أحد الإعلاميين التابعين للنظام شاكياً “هل يعقل أن تبقى أعلام داعش على جدار مقبرة الكتيب نهاية حي الزهراء مرسومة بعد الانتهاء من تصوير الفيلم؟، وحتى لو كان هناك تصوير مجددا فيجب مسحها وإعادتها إذا أرادو التصوير مجددا، لم أفهم لماذا حتى الآن موجودة على جدار المقبرة الطويل”.
وتوالت ردود الفعل من موالين لإيران وميليشياتها محاولة تبرير ذلك بالقول “أولا هذه مجرد صور، وثانياً لا يوجد هناك أي شيء يثبت أن داعش في حمص، وثالثاً أصبحت حمص ورقة محروقة بالنسبة للتنظيم، والأهم أن القائم على المسلسل هم فريق إيراني يعمل تحت عين وظل الدولة والقيادة والجهات المعنيّة، وبكل تأكيد سيعملون على إزالة هذه الصور والأعلام بعد الانتهاء من التصوير”.
ووصف كثيرون تواجد الأعلم السوداء على جدران المقبرة بحمص بـ “الأمر المرعب”، متسائلين “ألم يجد الفريق الإيراني طريقة أخرى للتعبير؟”.
ولفت البعض الآخر إلى أن الفريق الإيراني انتهى من عمليات التصوير، لافتين إلى تعمده إبقاء هذه الرايات السوداء لبث الخوف في نفوس سكان المدينة، حسب وجهة نظرهم.
وعبّر بعض سكان تلك الأحياء عن سخطه من تجاهل الفريق الفني الإيراني إزالة رايات داعش من المنطقة بالقول “حتى يبقى شبحهم في الذاكرة التي لم تتعافى حتى الآن”.
وأعرب عدد من أبناء تلك الأحياء عن رفضهم للعمل الفني من أساسه، ورفضهم أي شيء يعود بهم بالذاكرة إلى الوراء وتحديدا ما يخص الانتهاكات التي ارتكبها التنظيم منذ دخوله سوريا، وفق وصفهم.
وحسب الأخبار المتداولة من داخل المدينة، تقوم حاليا قناة إيرانية بتصوير مسلسل إيراني عن الأحداث التي جرت في أحياء حمص، وقد لاحظ الأهالي وجود الكثير من المشاهد المسلحة والرايات السوداء بحماية أجهزة أمن النظام.
ويحمل المسلسل عنوان “رقة الروح”، ويصور حاليا قرب حي جورة الشياح والمستشفى الوطني، وسط المدينة.
الجدير ذكره، أن إيران وميليشياتها تحاول إيجاد موطئ قدم لها في منطقة البادية السورية بحجة محاربة داعش، في حين أجمع مراقبون في حديثهم لمنصة SY24، أنها تسعى لبسط السيطرة والنفوذ.